تواصل المملكة، جني ثمار ملف الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واستئناف العلاقات مع إسرائيل، إذ أعرب عدد من أرباب المقاولات البولونية العاملة في مجالات مختلفة، اليوم الأربعاء بوارسو، عن استعدادهم التام للاستثمار في المغرب، وخاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي هذا الصدد، عبر رجال الأعمال البولونيين، خلال جلسة عمل مع سفير المغرب في بولونيا عبد الرحيم عثمون، عن رغبتهم في زيارة الأقاليم الجنوبية تجسيدا لقرارهم الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأيضا عن إعجابهم باستراتيجية المغرب في مجال التنمية الاقتصادية، لاسيما ذات البعد الجهوي.
وشكلت المناسبة فرصة لعثمون لاستعراض الفرص الاستثمارية المهمة والمتنوعة المتاحة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي أضحت منطقة استثمارية بامتياز بفضل المزايا الضريبية المتعددة التي تقدمها المملكة ومؤهلاتها الجغرافية والطبيعية.
كما سلط الدبلوماسي المغربي الضوء على مواطن القوة الاقتصادية للمملكة كوجهة آمنة للاستثمار وبوابة إلى إفريقيا بامتياز للمستثمرين البولونيين وباقي المستثمرين الأوروبيين.
وفي هذا السياق، أبرز عثمون أن اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعها المغرب مع الدول الإفريقية تجعل المملكة ليس فقط الجسر الرابط بين أوروبا وإفريقيا، بل أيضا أرض استثمار تقدم امتيازات جذابة للشركات والمقاولات من مختلف مناطق العالم.
وأكد لرجال الأعمال البولونيين الاستعداد الكامل لسفارة المملكة في وارسو لتقديم الدعم اللازم لأي شركة بولونية ترغب في الاستثمار في المملكة، ودعم المستثمرين في خطواتهم للاستقرار في المغرب، عبر تسهيل الاتصالات مع جميع الشركاء المغاربة المعنيين.
وبالمناسبة، قال روبرت جيدرزيتشيك، ممثل شركة الاستشارات القانونية "إر جي أند بارتنيرز" إن الأقاليم الجنوبية تمثل فرصة استثمارية وتنموية كبيرة للشركات البولونية.
وأعرب جيدرزيتشيك عن إشادته بتوقيع "إعلان الاستثمار في المغرب" من قبل أربع شركات بولونية رائدة تعمل في القطاع الصناعي، مؤكدا أن المشاريع التي ستتم بلورتها وتنفيذها ستكون مفيدة لكل من بولونيا والمغرب وتدعم روابطهما الاقتصادية أكثر فأكثر.
وقال زبيغنييف شكوبيك، رئيس المجلس الإداري للشركة البولونية "ألوماست"، المتخصصة في صناعة الألمينيوم، إن المقاولة تسعى، شأنها شأن العديد من المقاولات البولونية الكبيرة من حيث استثماراتها وحجم معاملاتها التجارية، الى الاستثمار في جنوب المغرب على وجه التحديد وتقاسم خبراتها الطويلة في المجال على الصعيدين الأوروبي والوطني، وهي متيقنة من أن هذه التجربة ستكون لها فوائد جمة سواء بالنسبة للشركة، التي يغريها الفضاء الاقتصادي المغربي والافريقي عامة، أو بخصوص الشركات التي تتطلع الى تقاسم تجاربها مع شركاء مغاربة لهم أيضا حنكة وباع طويل في المجال الاقتصادي ستفيد المقاولات البولونية.
وأبرز أن التطلع للاستثمار في جنوب المغرب يأتي موازاة مع الطفرة التنموية التي تعرفها المنطقة والمشاريع البنيوية الهامة التي تحضتنها أو التي ستحتضنها في الأفق المنظور، إضافة الى حقيقة أن المغرب أضحى، عن جذارة واستحقاق، بوابة رئيسية للاستثمار في إفريقيا، وأحد المحاور الرئيسية في الاقتصاد العالمي.
وأكد أن المغرب عامة يغري بالاستثمار بفضل استقراره التام والأمن الذي تنعم به كل مناطقه، كما أن المغرب راكم خبرة كبيرة ومتميزة في التعامل مع الاستثمارات الأجنبية، ولا أدل على ذلك نوعية الشركات والمقاولات التي تسثتمر في المملكة.
من جانبه، أكد بيوتر غابانوفيتش نائب رئيس شركة "إي في شارج" المختصة في الصناعة الكهربائية، أن المقاولة البولونية قررت الخوض في تجربة استثمارية في المغرب، وخاصة في جنوب البلاد بالنظر الى التحولات العميقة التي تعرفها المملكة في المجال الاقتصادي بشكل عام، وفي مجال الطاقات المتجددة والنظيفة بشكل خاص، والاختيارات الصائبة للمملكة في المجال التنموي.
ورأى أن الاستثمار في جنوب المغرب أضحى واقعا اقتصاديا ملموسا بفضل البنيات التحتية التي تتوفر عليها المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى لكون هذه المنطقة بالذات تنعم بالاستقرار والأمن، وهي واعدة اقتصاديا ولها صيت عالمي وتتوفر على مؤهلات جغرافية وبنيوية مثيرة للاهتمام.
وأبرز أنه بدون أدنى شك يشكل جنوب المغرب الجسر الرئيسي والطبيعي للمقاولات البولونية كما لباقي المقاولات الأوروبية لتوسيع استثماراتها ونقل خبراتها على صعيد إفريقيا، مضيفا أن الاستفادة من التجربة المغربية في التعاطي مع السوق الافريقية أمر لا محيد عنه، وهو ما تؤكده كل المؤشرات والمعطيات الاقتصادية التي يحققها المغرب في السنوات الاخيرة.
وبدوره، قال توماش غوتكوفسكي عضو مجلس إدارة الشركة البولونية المختصة في صناعة التجهيزات الخاصة بمكافحة الحرائق "أوغنيوخرون"، إن للشركة البولونية حظ وشرف كبيرين أن تعزز أواصر التعاون مع المقاولات المغربية وتتقاسم خبراتها الطويلة وتستثمر في كل مناطق المملكة، خاصة في جنوبها، الذي تثبت كل المعطيات أنه أصبح مرجعا خاصا للاستثمارات الأجنبية على غرار باقي مناطق المغرب، كبلد راكم الكثير من التجارب الاقتصادية الناجحة.
وأضاف أن الاستثمار في جنوب المغرب خاصة تفرضه أهمية هذه المنطقة بالذات، التي أضحت معبرا رئيسيا لولوج السوق الإفريقية الواعدة، كما أن للمنطقة الجنوبية المغربية بنية تحتية بمواصفات عالمية، وما يدل على ذلك رغبة دول عريقة اقتصاديا، وذات وزن سياسي كبير وملهم، في الاستثمار في المنطقة وإقامة شراكات نوعية مع المملكة المغربية.