كثفت موريتانيا تحركاتها العسكرية في شمال البلاد وخاصة عند الحدود مع المملكة المغربية، بعد العملية العسكرية المغربية لتأمين معبر الكركرات الذي أثر كثيرا على أسواق الجارة الجنوبية وأيضا عقب توالي تهديدات البوليساريو بالعودة إلى العمل المسلح والذي كانت ضحيته بلاد شنقيط قبل عقود مضت. زيارة تكتم عليها الإعلام الرسمي ولم يشر إليها موقع الجيش الموريتاني، هي تلك التي قام بها القائد المساعد لأركان الجيش الجنرال المختار بله شعبان، يوم الاثنين الماضي إلى مدينة نواذيبو العصب الاقتصادي للدولة والتي ترتبط مباشرة مع معبر الكركرات ولها حدود مع مدينة الكويرة الغامضة من حيث وضعها السيادي. هذا التحرك من أعلى قيادة الجيش الموريتاني كان الهدف منه، نقلا عن مصادر موريتانية، هو معاينة ميدانية للوضع في الحدود وزيارة النقطة الكيلومترية 55 التي هي بوابة معبر الكركرات من جهة موريتانيا. في الأسبوع ذاته وبالتحديد يوم الأربعاء حل قائد الأركان في الجيش الموريتاني، الجنرال محمد بمبا مقيت والتقى بقائد الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، وهو اللقاء الثاني بعد آخر عقده مع المفتش العام للقوات المسلحة الملكية عبد الفتاح الوراق قبل نهاية سنة 2020 بأيام قليلة. وفي نفس اليوم، الأربعاء 06 يناير الجاري، صادقت الحكومة الموريتانية على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء منطقة دفاع حساسة شمال البلاد، ووصف البيان الصادر على هامش اجتماع الحكومة هذه المنطقة بأنها «تعتبر خالية أو غير مأهولة، وقد تشكل أماكن للعبور بالنسبة للإرهابين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة». هذه المنطقة الحساسة تعتبر ممرا دوليا لعبور عناصر الجريمة المنظمة والذين تسهل مهمته جبهة البوليساريو التي تعرف جيدا مسارات التمويه وتجيد التعامل مع جغرافيتها الصعبة والقاسية، وكانت هذه المنطقة بين المغرب وموريتانيا والجزائر موضوع تحذير أمني مغربي أكثر من مناسبة بسبب النشاط المتزايد للعصابات والحركات الإرهابية.