وصلت دعوات دونالد ترامب أنصاره للتظاهر ورفض التصديق على نتائج الانتخابات التي تمنح الفوز بالرئاسة لجو بايدن، إلى حد رفع منسوب العنف والعدوانية لدى الآلاف من المتظاهرين اليوم الأربعاء. وبعد تجمع عدد غفير من أنصار دونالد ترامب بين أفراد من حاملي الرايات الصفراء التي تمثل المواطنين الأمريكيين المسلّحين، اقتحموا محيط مبنى الكونغرس ثم اندفعوا نحو قاعاته وأجبروا رجال الشرطة على التراجع وإجلاء الحاضرين لجلسة التصديق وأولهم مايك بنس نائب ترامب.
تعليقا على هذا المشهد الفوضوي غير المشهود في تاريخ الولاياتالمتحدة المعاصر، يقول محمد الشرقاوي أستاذ تسوية النزاعات إن "الترامبية" كحركة سياسية شعبوية ومعادية لروح المؤسسات الدستورية تبلغ حدا غير مسبوق عندما يحث الرئيس ترمب مناصريه بنسف الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ للتصديق على نتائج الانتخابات.
ففي تدوينة له يعتبر الشرقاوي أن ما يحدث في الكونغرس "مشهد انقلاب علني على الدستور"، ثم وصف اليوم بالأربعاء الأسود في تدني ديمقراطية أمريكا نحو درك أسفل بفضل لعنة نفوذ ترامب وخطاب الاستقطاب، يقول الشرقاوي. ويعتقد أستاذ تسوية النزاعات في الولاياتالمتحدة أن ترامب أصبح سرطانا سياسيا يصعب استئصاله من جسد الديمقراطية الأمريكية، وأن ما يفعله يجسد "قذافي أمريكا"، وينتظر المشهد أن يخرج من البيت الأبيض وينادي لأنصاره بشعار : "زنگة، زنگة…مكتب، مكتب"، وفق ما كتب في تدوينته.
ويتم انتخاب الرئيس في الولاياتالمتحدة بالاقتراع العام غير المباشر، وصدقت الهيئة الناخبة، في 14 دجنبر، على فوز بايدن بأصوات 306 من كبار الناخبين مقابل 232 لترامب، في حين يتطلب انتخاب الرئيس أصوات 270 من كبار الناخبين.
وبعد ذلك اعترف زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بفوز بايدن، ودعا الجمهوريين إلى التصديق على النتائج.
لكن الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته ما زال يؤكد أنه فاز بفارق كبير في انتخابات 3 نوفمبر، ودعا أنصاره إلى التجمع بواشنطن في اليوم المذكور.