في الوقت الذي وصلت فيه بلاغات البوليساريو حول القصف الوهمي للجيش المغربي المرابط على الحدود، للبلاغ العسكري رقم 52، وما خلفه "حمل السلاح" من سخرية واسعة في الأوساط الدولية ووسائل الإعلام، تعيش الجبهة حصارا غير مسبوق من أكبر داعميها في القارة الأوروبية، حيث دعا بيدرو ألتاميرانو، الناطق الرسمي باسم "المجموعة الدولية لدعم الصحراويين"، الجبهة بالتخلي النهائي ونسيان العمل العسكري لأنه لن ينفع مع المغرب، في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة. بيدرو ألتاميرانو صاحب النزعة الانفصالية، الذي طالب في وقت سابق بإنشاء دولة مستقلة في منطقة الأندلس، خاطب مرتزقة البوليساريو، في فيديو نشره على صفحته الشخصية على "تويتر"، بلهجة حادة مطالبا إياهم بالتفكير العقلاني قائلا: "لا يمكن أن تعولوا منذ الآن على العمل العسكري لتحقيق أي مكاسب في الصحراء، لأن موازين القوى العسكرية ليست في صالحكم تماما".
واتهم ألتاميرانو قيادة الجبهة الانفصالية في التسبب بمقتل شباب صحراويين، مشددا على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إيجاد حلول للقضية من خلال الحرب، كما أضاف:" الشباب الصحراوي يموت بينما أنتم تعيشون في ظروف جيدة إما في منطقة فيكتوريا بضواحي مدينة برشلونة الإسبانية أو في العاصمة الفرنسية باريس".
وأوضح ألتاميرانو :" هناك سببين لوقف العمل العسكري للجبهة، الأول يتعلق بالفشل الذريع والنتائج الكارثية للعمليات العسكرية، والثاني يتعلق بمقتل 4 صحراويين"، مطالبا القيادة بالجلوس للتفاوض مع السكان لأصليين للمنطقة.
الداعم الأول للبوليساريو في إسبانيا وصف الجبهة الانفصالية بالعاجزة أمام المكاسب الدبلوماسية المغربية في القضية، مشيرا إلى أن الجبهة فقدت كل قدرة على الحراك الدبلوماسي دوليا والعسكري ميدانيا.
تخلي ألتاميرانو عن الجبهة ليس الأول من نوعه منذ خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، بل تلقت البوليساريو صفعة قوية عندما قدم الألماني يواكيم شوستر، الذي يرأس المجموعة البرلمانية الأوروبية الداعمة لها، استقالته من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني ، بسبب الجبهة، حيث قال إن البوليساريو ارتكبت خطأً فادحًا في تقويض اتفاق وقف إطلاق النار.