اعتبر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أن ما اسماه الحملة الخارجية الممنهجة لكثير من "العلماء المغاربة وراء البحار" هي لتحقير و تبخيس الباحث المغربي الوطني المحلي واللجنة العلمية الوطنية كوفيد وما يقومان به في مواجهة الجائحة. وأضاف البروفيسور المغربي في تدوينة (الأربعاء)، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" قائلا: "أنا أنحني إجلالا وتقديرا أمام القامات العلمية المغربية المهاجرة التي تنتقد وأحييها وأشد على أيديها ل"تمغربيتها"، مردفا: "غير كل واحد يخرج من روندتو".
وتابع البروفيسور بالقول: "أود في هذه التدوينة، أن أتقاسم مع علمائنا بالمهجر ما قام به ائتلافنا المغربي المحلي، وكلي أمل أن يتقاسموا معنا هم كذلك أبحاثهم وأن لا يبخلوا علينا ويشاركوننا عبر صفحاتهم بما جاد به علمهم في خلال فترة الكوفيد حتى نوظفها التوظيف الصحيح في تطوير الخطط والاستراتجيات المغربية ونستفيد منهم ومن علمهم وعلو كعبهم".
وشدد في التدوينة ذاتها، "ككل المغاربة، كنا نتمنى أن تطلوا علينا كخبراء دوليين من قنوات إعلامية دولية حتى نفتخر بكم كما نفعل بالخبير المغربي الأمريكي الكفء منصف السلاوي، رغم أني أجد كثيرا من الإيجابية في أن يهتم الكثيرون من كفائاتنا حول العالم اليوم بالبحث العلمي بالمغرب في ظل جائحة الكوفيد، أتمنى أن يستمر اهتمامهم بالبحث العلمي بالمغرب على الدوام وأن لا يكون الإهتمام "نزوة كورونية" فقط".
وأعرب الإبراهيمي، عن مخاوفه بنسيان العلماء والباحثين بعد إنقضاء جائحة "كورونا"، مازحا:"أخاف أنه عندما "غتمشي كورونا".."غتمشيو وتنسونا" ونبقى نحن الباحثين المحليين ولجنه العلمية وحدنا، وكل يوم، نناضل من أجل بحث علمي مغربي لمصلحة المريض المغربي ولجميع المغاربة، عنداكم "تخليونا وتنساونا حتى تجي مصيبة أخرى".
وأضاف، "أمام هؤلاء الأساتذة الأجلاء وبكل احترام وتواضع، وبكل شفافية، أود اليوم أن أضع أمامهم ما قام به إتلافنا المغربي كوفيد-19 من أبحاث أملا مني في أن يصوبوا منهجيتنا ويصححوا أخطائنا حتى نستفيد من خبرتهم".
وذَكّر البروفيسور ما وصفهم ب"العلماء المغاربة وراء البحار"، في التدوينة ذاتها، "أنه وبرغم الحجر وانعدام الامكانيات، انخرط ائتلافنا وككثير من الباحثين المغاربة بالمغرب، في مشاريع كثيرة في ميدان كوفيد-19، كما نشرنا العديد من الأبحاث في مجلات دولية محكمة أغلبها في التصنيف الأول".
وللرد على علماء لمهجر لخص مدير مختبر البيوتكنولوجيا بكلية الطب والصيدلة بالرباط، في ختام تدوينته، بإنجازات الباحثين المغاربة في مشاريع جائحة "كورونا" في ثمانية خلاصات قائلا:
أولا، "حل و قراءة شفرة أكثر من 24 فيروس الكوفيد بمختبرنا المرجعي و تحليل 48 جينوما للفيروسات المتواجدة بالمغرب ومقارنتها بالجينوم المرجعي ليوهان. ونحن في خضم مسح وطني لأكثر من 500 جينوم 2- تحليل معلوماتي لأكثر من 35.000 جينوم لفيروس الكوفيد-19 في أكثر من 80 بلدا". ثانيا، مكنت هذه البحوث من التعرف على خاصياته في كل بلد وتنوع الفيروس عالميا والتأكيد في سابقة دولية على أن اللقاحات المطورة ستكون إن شاء الله عالمية. ثالثا، "مكنت هذه الأبحاث كذلك من إعطاء الأرضية العلمية للمغرب من أجل الإنخراط في التجارب السريرية الدولية للقاحات وكذلك اقتناءها من شركات متعددة". رابعا، "أبحاث تتعلق بإعادة ترشيد الأدوية المتداولة للعلاج ضد الكوفيد.4- نشر أول خريطة لثلاث جينومات لمغاربة. وهذه الخطوة تعتبر اللبنة الأولى على درب تحديد الجينوم المرجعي المغربي". خامسا، "تطوير وسائل محلية للتشخيص عبر تقنيات جديدة من غير تلك المستعملة حاليا تطوير خوارزمية و منصة رقمية من أجل استعمال صور الأشعة السينية والسكنير والإيكوغراتفيا كوسيلة لتشخيص المرض". سادسا، "توقيع شراكة مع شركة "MERCK Life Sciences" من أجل تأسيس منصة لتطوير هندسة البروتينات العلاجية وبتمويل ذاتي تهيئة مختبر من أجل ذلك". سابعا، ب"التوازي، نشر أكثر من 12 بحث في مجلات محكمة في مختلف الميادين". ثامنا، وأخيرا، "تجندنا إلى جانب كفاءات مغربية محلية، نفتخر بها، لشرح كل الخبايا العلمية و الطبية للكوفيد بجميع اللغات وعلى قنوات محلية ودولية ( ..Aljazeera, Skynews, France 24 A24 Turk)".