Getty Images نيكولا ساركوزي يخضع للتحقيق منذ سنوات لُقّب بالرئيس "اللامع" لما اعتبره الكثيرون في فرنسا أناقته وذوقه الفخم، لكن نيكولا ساركوزي يواجه الآن الواقع القاسي المتمثل في قاعة محكمة بلا روح. ويمثل ساركوزي أمام المحكمة اليوم الإثنين بتهمة الفساد واستغلال النفوذ، بزعم محاولته رشوة قاض مقابل الحصول على معلومات حول تحقيق في تمويل حزبه. وسيكون أول رئيس سابق في فرنسا الحديثة يظهر في قفص الاتهام. وقاد ساركوزي فرنسا من عام 2007 إلى 2012. وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض الغموض الإجرائي حول هذه المحاكمة. تعطلت جلسات المحكمة بسبب أزمة فيروس كورونا وشخصية رئيسية في القضية، وهو القاضي الكبير السابق غيلبرت أزيبرت، ويبلغ من العمر 74 عاما ولن يمثل أمام المحكمة. ويقول موقع France Info الإخباري إنه سيتم تأجيل القضية اليوم الاثنين، لأنه يتعين على السيد أزيبرت الخضوع لفحص طبي. ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى العاشر من ديسمبر/ كانون الأول. وحُكم على رئيس فرنسي سابق آخر، جاك شيراك، بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ في عام 2011، بتهمة تحويل أموال عامة وإساءة استخدام الثقة العامة. وتعود تلك الجرائم إلى وقت توليه منصب رئيس بلدية باريس. لكنه لم يمثل أمام المحكمة بسبب اعتلال صحته، ونفى ارتكابه أي مخالفات. ما هي خلفيات القضية؟ أمضى قضاة فرنسيون سنوات في التحقيق، في مزاعم فساد تعود إلى الحملات الانتخابية لساركوزي، وفترة توليه المنصب. وترتبط هذه القضية بتحقيق طويل الأمد، في استخدام السياسي اليميني لتبرعات سرية، لتمويل حملته الرئاسية لعام 2007. AFP تزوجت المغنية كارلا بروني من الرئيس آنذاك ساركوزي في عام 2008، وأذهلت المجتمع الفرنسي ويزعم الادعاء أن ساركوزي ومحاميه آنذاك تييري هيرزوغ سعيا إلى رشوة غيلبرت أزيبرت، بوظيفة مرموقة في موناكو مقابل الحصول على معلومات حول هذا التحقيق. وتُعرف باسم "قضية التنصت على المكالمات الهاتفية" في فرنسا، لأنه تم التنصت على المكالمات الهاتفية بين ساركوزي وهيرزوغ في 2013-2014، حيث استخدم ساركوزي الاسم المستعار "بول بيسموث" وتناقشا بشأن القاضي أزيبرت. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن ساركوزي سُمع، وهو يقول للسيد هيرزوغ "سأقوم بترقيته وسأساعده". وينفي ساركوزي ارتكاب أي مخالفة، ويشير إلى أن القاضي أزيبرت لم يتسلم أي منصب في موناكو. وقال ساركوزي في عام 2014، في إشارة إلى معركته لتبرئة اسمه: "غيلبرت أزيبرت لم يحصل على أي شيء، ولم أتقدم بأي اقتراح نيابة عنه". وفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2013، أسقطه القضاة من تحقيقهم في مزاعم بأنه قبل مدفوعات غير مشروعة، من ليليان بيتنكور وريثة مجموعة مواد التجميل "لوريال"، لصالح حملته الرئاسية لعام 2007. أزمات ومحاكمات أخرى تعرض لها ساركوزي يشتبه في أن ساركوزي والعديد من مساعديه تلقوا ما قيمته الملايين من اليورو بالنقد الليبي، لتمويل حملته الرئاسية لعام 2007. في ذلك الوقت كان العقيد معمر القذافي الراحل لايزال في السلطة. وفي عام 2018، اتُهم ساركوزي بالفساد والتمويل غير القانوني لحملته الانتخابية، والاستفادة من أموال عامة مختلسة. وفي الشهر الماضي، اتهمه قضاة أيضا ب "العضوية في مؤامرة إجرامية". ويمكن أن تؤدي هذه التهم إلى المحاكمة. وقد رفض ساركوزي جميع التهم الموجهة إليه. وفي يناير/ كانون الثاني من هذا العام، وضع القضاة أيضا مساعد ساركوزي السابق، تييري غوبير، قيد التحقيق الرسمي. وكتب ساركوزي على موقع فيسبوك: "لقد تم سحق براءتي مرة أخرى، بقرار لا يقدم أي دليل على الإطلاق على أي تمويل غير مشروع". وفي قضية منفصلة، من المقرر أن يمثل للمحاكمة في الفترة من 17 مارس/ آذار إلى 15 أبريل/ نيسان من عام 2021، بشأن ما يسمى قضية "بيغماليون"، والتي اتهم فيها بالتحايل في الإنفاق على حملته الرئاسية لعام 2012. وباءت محاولة ساركوزي لإعادة انتخابه عام 2012 بالفشل.