بقدر ما يبدو بيان حزب التقدم والاشتراكية الصادر مساء يوم أمس واضحا، فإنه يحمل تناقضا كبيرا بالقول في نفس الوقت أن "الموضوع في الأصل يتعلق بنزاعات حزبية محضة لم يكن أبدا في نية حزب التقدم والاشتراكية وأمينه العام إقحام المؤسسة الملكية فيها بأي شكل من الأشكال"، فالبيان يشير أن تصريحات بنعبدالله ليس فيها إقحاما للمؤسسة الملكية في الصراعات الحزبية وفي نفس الوقت يعتبر التصريحات عادية وتدخل ضمن التنافس الحزبي الانتخابي !! لذلك، يحتاج الأمر إلى نوع من التوضيح من باقي المكونات الحزبية لهذا الموقف، ماهو موقف البام الذي كان المستهدف الأساسي من تصريح بنعبدالله ؟ ولماذا يصمت البام ويلتزم السكوت في الرد على تصريحات بنعبدالله وبيان حزبه ؟! كما نحتاج إلى معرفة رأي الجهات المشرفة على الانتخابات، وزارة الداخلية والعدل والحريات عن الحدود التي يقف فيها التنافس الانتخابي؟ ونحتاج إلى تصريح من الحكومة على اعتبار أن بلاغ الديوان الملكي يشير إلى بنعبدالله بصفته الحكومية ؟ وماهو موقف باقي الأحزاب السياسية من هذا السقف الذي حدده حزب التقدم والاشتراكية ببيانه الصادر ليلة أمس؟ أكثر من ذلك،هل سيتابع المغاربة في الحملة الانتخابية التي تنطلق بعد أيام صراعا حول البرامج الانتخابية ونقاشا بين أحزاب كانت في الحكومة السابقة وأحزاب معارضة لها، أم أننا سنتابع صراعا من نوع آخر يستعمل فيه خطاب من خارج الأحزاب السياسية. أتوقع من الأن، أن يحدث انزلاقا كبيرا في الانتخابات المقبلة، وسوف لن تكون هناك قدرة للجهات المشرفة على الانتخابات على تحديد سقف للصراع القادم، فالصراع يتوسع ولم يعد محصورا بين العدالة والتنمية والبام .