كشف مصطفى بنعلي، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية أن حزبه يدخل الانتخابات بحساسية مجتمعية من الناحية الانتخابية، على اعتبار أنه ظلم في محطات سابقة، لأن التمثيلية التي حصل عليها لم تكن تلائم حجم حضوره السياسي والتنظيمي الذي يوجد على مستوى الواقع. وقال بنعلي في حوار مع "الأيام 24" أن جبهة القوى الديمقراطية "تدخل هذه الانتخابات برهانات تتلاءم وتتماشى مع تحليلها للواقع السياسي المغربي وانطلاقا من كونها حساسية مجتمعية ضرورية لضمان التعددية". وأوضح في نفس السياق أن مكتسبات الدستور الجديد لم تُفعل على مستوى الواقع، وهناك رهان على الصف الديمقراطي الحداثي الذي من الممكن أن يتوحد في هذه المحطة ويعطي بدائل للحكومة والأغلبية الحالية، خصوصا في ظل الدستور الجديد، الأكثر انفتاحا وديمقراطية من الدساتير السابقة. وفي قراءة مصطفى بنعلي لحصيلة حكومة بنكيران، قال أن الاقتصاد المغربي في أزمة ونفق يصعب على أية حكومة أن تأتي من بعد لتخرجه منه، موضحا أن مختلف التدابير التي أخدتها هذه الحكومة لا تتماشى مع ضرورة إعطاء الاقتصاد الوطني شحنة، التي من الممكن أن تحرك عجلة النمو وتخلق قيمة مضافة، مفيدا أن الحكومة لم تفكر في الطبقات المسحوقة، ولم تسعى إلى تطبيق العدالة الاجتماعية لاستفادة الطبقة العاملة من ثمار الثروة والقيمة المضافة.
وعلى المستوى الاجتماعي علق الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، على حصيلة الحكومة الحالية، بأن "جميع التدابير التي أخدتها هذه الحكومة كانت على حساب الطبقات الهشة لأن القدرة الشرائية للمغاربة تضررت خلال هذه المدة، فضلا عن مكتسبات الطبقة العاملة والموظفين التي سحقت بمختلف التدابير المرتبطة بالمقاصة وصناديق التقاعد"، علاوة عن غياب المقاربة التشاركية بين مختلف الفرقاء السياسيين والاجتماعيين، في مثل هذه الملفات الكبرى التي ترهن مصير المغاربة والدولة ككل. وفي جواب للأمين العام لحزب الجبهة القوى الديمقراطية، عن سؤال؛ من الأقرب إليكم "البام" أو "البيجيدي" ؟، أجاب وبالواضح أن حزبه أقرب بكثير إلى حزب الأصالة والمعاصرة، معتبرا إياه "حزب استطاع بفعل مبادراته السياسية أن يقدم عروضا سياسية للمغاربة"، وأردف قائلا "هذا الحزب ينخرط كليا في صف الحداثة والديمقراطية وينفتح على قيم اليسار ويعمل من أجل تكريسها لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافئ الفرص للمغاربة". واعتبر حزب العدالة والتنمية، حزبا محافظا ويجب الوقوف لمده الاسلامي، على اعتباره قنبلة موقوته يهدد البلاد.
ورفض مصطفى بنعلي القول أن حزب جبهة القوى الديمقراطية حزبا سيدخل 7 أكتوبر برهان تنشيط البطولة فقط، لأن هذا الأخير يدخل غمار خامس مشاركة انتخابية، وله برنامج انتخابي، ونخب سياسية جيدة بتطلعات مشروعة، وأوضح أن الجبهة قدمت إضافات نوعية منذ تأسيسها سنة 1997 إلى المشهد السياسي والحزبي المغربي، و"القيم التي ناضلت من أجلها جبهة القوى الديمقراطية هي القيم التي تمثل التطلع عند المغاربة لذا نحن لن ننزل عن فريق برلماني ولن ننزل على بوابة جديدة حتى تكون الأفكار التي ناضلنا من أجلها حاضرة بمؤسسات البلاد" يقول ذات المتحدث.