تجد إدارة نادي برشلونة وصيف بطل الدوري الإسباني لكرة القدم نفسها تحت ضغط رهيب وسط مطالبة بسحب الثقة منها، وذلك غداة الزلزال الذي تسبب فيه نجمه الفريق وقائده ليونيل ميسي بإعلان رغبته في الرحيل، في حين تبرز من الآن فرق إنتر ميلان وباريس سان جرمان ومانشستر سيتي كوجهات محتملة للنجم الأرجنتيني. على الرغم من أن "قنبلة ميسي"، كما أطلقت عليها الصحافة الرياضية الإسبانية، انفجرت بالفعل، إلا أنها لم تصل بعد إلى الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو وإدارة النادي التي لا تزال تواصل مهمتها صباح الأربعاء… ولكن حتى متى؟ وتلقت إدارة النادي الكاتالوني التي كانت مهددة أصلا بسبب الانتقادات الكثيرة التي طالتها عقب موسم كارثي تخللته فضائح متسلسلة (برشلونة غايت، فشل التعاقد مع تشافي للاشراف على الفريق، تخفيض رواتب اللاعبين أثناء وباء كوفيد-19 …) ونتائج رياضية مخيبة للآمال، ضربة موجعة أخرى صباح الأربعاء عندما تقدم أحد المعارضين لها جوردي فاريه بطلب سحب الثقة منها. وكتب فاريه، أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية التي تم تقديمها الى منتصف آذار/مارس المقبل عوضا عن صيف 2021، في تغريدة على تويتر مرفقة بصورة له بمكاتب ملعب كامب نو "كما أعلنت أمس (الثلاثاء)، قدمت للتو اقتراحا كتابيا بسحب الثقة من جوسيب ماريا بارتوميو وجميع أعضاء مجلس إدارته. لا يمكنهم الاستمرار في رئاسة النادي لمدة دقيقة واحدة. من الآن، لم يعد هناك وقت للأقوال، حان وقت الأفعال". وكان بارتوميو الذي تميزت ولايته بحصيلة متواضعة، أكد الأسبوع الماضي أن "البرغوث" الأرجنتيني سيبقى في صفوف النادي. وقال بارتوميو في مقابلة مع تلفزيون النادي الكاتالوني في 18 آب/أغسطس الحالي "إنها ليست نهاية حقبة. حقبة جديدة ستكون بدون ميسي. الآن، ميسي في الفريق. ميسي خلق عهدا، عهد ميسي. وفي عهد ميسي هناك عدة حقبات، منها واحدة تبدأ الآن". وأضاف "ميسي يريد إنهاء مسيرته في برشلونة، لقد قال ذلك عدة مرات". وتابع "ميسي متعاقد مع برشلونة حتى عام 2021، إنه يعرف ذلك وكلنا نعرف ذلك. أتحدث معه بانتظام وخاصة مع والده (خورخي ميسي). يعرفون أن هناك مشروعا جديدا، مع المدرب الجديد الذي ي عو ل عليه". وبحسب الصحافة الإسبانية المتخصصة، فإن اللجنة الإدارية للفريق التي اجتمعت في جلسة طارئة مساء الثلاثاء للرد على رسالة ميسي، بعثت للاعب رسالة بالطريقة ذاتها "بورو فاكس" (وهو نوع من الرسائل البريدية المسجل يمكن إرساله فعليا أو إلكترونيا في إسبانيا ويملك قيمة الدليل في المحكمة)، لإبلاغه بأنه متعاقد مع النادي حتى 30 حزيران/يونيو 2021 وأنه يعو ل عليه في الموسم المقبل. وبحسب صحيفة "أوليه" الرياضية الأرجنتينية اليومية فإن ميسي لم تعجبه لهجة المدرب الجديد الهولندي رونالد كومان خلال أول مقابلة بينهما الخميس الماضي، عندما أخبره الأخير أن "الامتيازات التي كان يحظى بها في غرف الملابس انتهت، ولا بد من القيام بكل شيء من أجل الفريق. لن أكون مرنا". وبحسب "أوليه" فإن ميسي يشعر بأنه مستهدف، وهذا الخطاب مع الطريقة التي أبلغ بها كومان المهاجم والصديق المقرب من النجم الأرجنتيني الدولي الأوروغوياني لويس سواريز بأنه لن يعتمد عليه في الموسم المقبل، أدى إلى زيادة الرغبات الشديدة لرحيل أفضل لاعب في العالم ست مرات عن البيت الكاتالوني. لكن من يستطيع الترحيب بضم النجم ميسي وراتبه الفلكي بعد موسم أثر بشكل كبير على ميزانية جميع الأندية الكبيرة بسبب فيروس كورونا المستجد؟ في الوقت الحالي، يبدو أن إنتر ميلان الإيطالي ومانشستر سيتي الإنكليزي وباريس سان جرمان الفرنسي هي الأندية المرشحة بجدية للتعاقد معه. ولطالما أبدى إنتر ميلان إعجابه بالبرغوث الارجنتيني، وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية، اشترى والده بالفعل منزلا في ميلانو. كما أن مانشستر سيتي يغري ميسي بسبب وجود مدربه السابق في النادي الكاتالوني جوسيب غوارديولا والذي قاد الأرجنتيني إلى مرتبة النجومية خلال قيادته برشلونة في الفترة بين عامي 2008 و2012، كذلك بالطموحات الأوروبية القوية للأثرياء المالكين للنادي الإنكليزي. وأخيرا، باستطاعة باريس سان جرمان جذب الأرجنتيني إلى صفوفه بفضل البرازيلي نيمار، الصديق الكبير للأرجنتيني منذ فترة وجوده في برشلونة (2013-2017) وكذلك مواطنه أنخل دي ماريا… لتشكيل ثلاثي هجومي يمكن أن يكون كذلك مدمرا، مع نيمار وميسي والواعد كيليان مبابي.