أقدم المغرب بتاريخ 14 غشت 2016، على حملة تطهيرية بال"كركرات"، أو ما يصطلح عليها إعلاميا "قندهار"، المتواجدة في الحدود الجنوبية للمملكة بين المغرب وموريتانيا، حيث عمل الدرك الملكي و الجمارك على وضع حد للفوضى التي تعرفها المنطقة، جراء بعض الممارسات الغير القانونية كالإتجار في المخدرات، وبيع الأسلحة، والسيارات المسروقة، ناهيك عن الاتجار في البشر، الأمر الذي قد يهدد المنطقة بتهديدات إرهابية في ظل انتشار الجماعات الإرهابية على الحدود الإفريقية، ويحدث هذا تحت أنظار ميليشيات البوليساريو بالمنطقة. الكركرات؛ منطقة تعرف انفلاتا أمنيا خطيرا ومكان ينعدم فيه القانون، غير أن الحملة التطهيرية الأخيرة التي قام بها المغرب أرجعت الهيبة إلى المنطقة، خصوصا أمام المبادرة التي قامت بها السلطات المغربية، حيث عملت على تدشين طريق معبدة تربط المغرب بموريتانيا، في خطوة فعالة إلى تأمين الحدود وتسهيل التبادل التجاري المقنن بين البلدين. العملية التطهيرية التي شنها المغرب على المنطقة أججت غضب قيادة البوليساريو، وعلى رأسها الزعيم إبراهيم غالي، المستفيد الأول من التجارة السوداء بالحدود المغربية الموريتانية. حيث عملت قيادة البوليساريو على تزويد وسائل الإعلام بمعلومات مزيفة، قصد تضليل الرأي العام المهتم بملف الصحراء، وادعاء بعض المزاعم بأن المغرب ينتهك حقوق الإنسان بالمنطقة وينفذ عمليات عسكرية ويخرق الاتفاق الذي ترعاه الأممالمتحدة، القاضي بوقف إطلاق النار بالمنطقة. وبعد مراسلة من جبهة البوليساريو إلى الأممالمتحدة خرج فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في لقاء صحفي يوضح دواعي وملابسات التحرك العسكري الذي قام به المغرب في "قندهار"، خصوصا وأن جبهة البوليساريو جيشت كل الدول التي تدعم مخططها الانفصالي، بما في ذلك فينزويلا؛ التي ألحت على ضرورة الخوض في الملف في لقاء الجمعة 26 غشت 2016 الذي جرى بمقر الأممالمتحدة. هذا وعقد مجلس الأمن في الاجتماع الأخير، وبطلب من جبهة البوليساريو وفنزويلا، جلسة الجمعة في تكتم حول تفاصيل اللقاء. و يشكل فقدان السيطرة أمنيا على "قندهار" خطرا كبيرا على المغرب، وقد يسبب له في تهديدات إرهابية لا يحمد عقباها أمام التطرف الفكري والديني وانتشار الأسلحة الذي تعرفه القارة السمراء، والتي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالمملكة المغربية، ناهيك عن الاتجار في المخدرات والأسلحة.. التي ترعاها جبهة البوليساريو. و استنفرت جبهة البوليساريو أثناء الحملة التطهيرية التي قام بها المغرب، ميليشياتها العسكرية التي عاينت تحركاتها القوات المغربية بتاريخ 24 غشت وهي تتنقل بأسلحة عسكرية وذخائر حية موجهة إلى مخيمات تندوف. فمنذ أن تولى إبراهيم غالي زعيم الجبهة الانفصالية البوليساريو، قيادة هذه الأخيرة والجبهة تعرف انتكاسات على مستوى مصداقيتها الديبلوماسية مع الدول الحلفاء، رغم الدعم الذي يلقاه من لدن الجارة الجزائر وأبواقها الإعلامية المتطرفة.