أكد عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أن المقارنة مع 80 بلدا تظهر وجود طفرة معينة في الشوكة البروتينية لفيروس كورونا المستجد، والتي تسمح له بالانتشار أكثر، حيث انتقل من الطفرة 614 D إلى طفرة تسمى G46، موضحا أن هذا الانتشار يثير مخاوف حول الطاقة الاستيعابية للإنعاش، وتسطيح منحنى الإصابات. وشدد الخبير ، في حوار مع جريدة "العلم"، على أن الفيروس التاجي لا زال نشطا، ويمكنه في ظل وضعية معينة أن يؤدي إلى أعراض خطيرة حتى لدى الشباب الأصحاء، وليس المرضى والمسنين فقط. وأضاف الإبراهيمي، أن الإصابة بالفيروس والتعافي منه، لا تمنع الإصابة به مجددا، وبالتالي نقله لأشخاص في وضعية هشاشة صحية، داعيا إلى ارتداء الكمامة التي أثبتت دراسات أنها تخفف نسبة الإصابة بخمسين في المئة. ومن جهته، استغرب نبيل تاشفونتي، أستاذ علم الأوبئة، من تراخي المواطنين في التزام التدابير الوقائية "كأننا تخلصنا من الوباء"، مما ساهم في ارتفاع مؤشرات الخطورة التي تهدد بانتكاسة لجهود المملكة في التصدي للجائحة . وحول محددات هذه الانتكاسة المفترضة، أوضح تاشفونتي، أن ما يميزها هو "الثالوث الوبائي"، والذي يضم أولا محدد تغير الخصائص الجينية للفيروس، مبرزا أن المعطيات المتوفرة حتى الآن تظهر عدم حدوث طفرة في الفيروس، ثانيا محدد طبيعة الساكنة التي يظهر لديها الوباء، حيث أصبحت الفئات الهشة صحيا مستهدفة أكثر بعد رفع تدابير الحجر الصحي، أما المحدد الثالث فيتعلق بالإجراءات الحاجزية، حيث يسجل تراخى عدد من المغاربة في هذا الباب.