في الوقت الذي تتطلع فيه أنظار الرأي العام إلى الجلسة التي ستلتئم في التاسع من الشهر المقبل بالغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش في علاقتها بحساب "حمزة مون بيبي" المتخصص في التشهير بالفنانين والمشاهير وابتزازهم، ارتفعت أصوات عدد من المتتبعين لهذا الملف التشهيري للقرن، مستنكرة الاتجاه الذي آلت إليه هذه القضية بعد اعتقال محمد المديمي، رئيس المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان. المتتبعون لهذا الملف، ألقوا الضوء الكاشف على ما أسموه التحول المفاجئ الذي عرفته مجريات الأمور، قبل أن يتساءلوا عن الدوافع الحقيقية وراء الزج بالحقوقي المذكور بسجن الأوداية بمراكش وهم يطرحون أسئلة استنكارية ويبحثون عن مكمن الداء وأصل الدواء. شكايات حرِّرت في حق المديمي في ارتباط بهذه القضية، كان مآلها الحفظ باستثناء الشكاية التي رفعها ضده نقيب المحامين بمراكش مولاي سليمان العمراني، اتهمه فيها بالتشهير وكشف النقاب عن قضية دُفنت ولم يكن حريا إظهار حقائقها إلى العلن في إحالة على قضية القاضي مربوح الذي وضع حدا لحياته بسبب ملف له علاقة بإماراتيين. وطُرحت العديد من علامات الاستفهام حول الأسرار الخفية والحقائق المغيَّبة، قبل أيام على انعقاد جلسة محاكمة المغنية دنيا بطمة وشقيقتها ابتسام بطمة، القابعة بسجن الأوداية بمراكش ومصممة الأزياء عائشة عياش والمسماة صوفيا شاكري ضمن ملف واحد عنوانه العريض حساب "حمزة مون بيبي"، في حين تسللت حقائق أخرى تجزم بدنو حدوث مفاجآت غير متوقعة وبقرب إيداع اسم آخر السجن، ليُضاف إلى قائمة المسجونين، غير أنّ رائحة الشماتة طغت بشدة، بعدما كثُرت الأقاويل عن فرحة دنيا بطمة وغبطتها بمجرد علمها باعتقال المديمي، ما جعل من يقفون في صف هذا الأخير يدعون إلى وقفة حاشدة أمام المحكمة لنصرة الحق. وبرزت استفسارات أخرى تغوص في مصير المواجهة المرتقبة بين دنيا بطمة ومحمد المديمي أمام قاضي التحقيق في ارتباط بهذا الملف الساخن، قبل أن تطفو تساؤلات أخرى تسطر بالخط العريض على كلمتي "نزاهة" و"مساومة" وتفتّش عن الحقيقة الكاملة، قبل أن تفتح الباب على مصراعيه على سؤال فضفاض وهو هل اعتقال المديمي والزج به بسجن الأوداية بمثابة مساومة للتنازل عن قضية ألجمت وقائعها الألسن وزعزعت البيت الداخلي للعديد من الفنانين والمشاهير؟.