يواصل بعض نظريات المؤامرة بشأن أسباب تفشي وباء فيروس كورونا الانتشار حول العالم.وقد اخترنا بعضا من أكثر المزاعم الادعاءات الكاذبة انتشارا لنلقي نظرة على المدى الذي وصلت إليه. هواتف الجيل الخامس ونشر الوباء لا توجد أي علاقة على الإطلاق لإشارات الهاتف المحمول من الجيل الخامس "5G" سواء بنشر عدوى الفيروس أو بتقليل مناعتنا تجاهه، ولقد فضحنا سابقا هذه الادعاءات التي يقول العلماء إنها مستحيلة بيولوجيا.لكن ذلك لم يمنع هذه الشائعات من الانتشار العالمي، ما أدى إلى احتجاجات حتى في البلدان التي لا توجد فيها هذه التكنولوجيا حتى الآن.ففي بوليفيا أدى نشر ومشاركة مقاطع الفيديو الخاصة بمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية مرفقة بمزاعم عن مسؤولية الجيل الخامس منها عن تفشي فيروس كورونا إلى هجمات على أبراج الهواتف المحمولة في مدينتين.وتقول أدريانا أوليفيرا، وهي صحفية في موقع بوليفيا فيريفيكا، إنه هذه التقنية غير موجودة أصلا في بوليفيا، ولكن "بعد مشاهدة تلك الشائعات، مقترنة بحقيقة أن الجميع بات قيد الإغلاق العام، قام الناس بتدمير أبراج هاتف وهوائيات في مدينتي كاراكارا وياباكاني". BBCثلاث صور لشائعات كاذبة تربط بين هواتف الجيل الخامس وتفشي الفيروس وحتى بعض كبار السياسيين والقادة الدينيين ينشرون ادعاءات كاذبة حول التكنولوجيا، ويربطونها بانتشار الفيروس. إذ قال عضو سابق في مجلس الشيوخ النيجيري في مقطع فيديو تمت مشاركته 25 ألف مرة على فيسبوك، إن الوباء غطاء محض لإدخال تقنية هواتف الجيل الخامس "5G"، مما يشير إلى أن هذه التقنية تسبب الضرر.وأضاف قائلا: "إن أولئك الذين يعانون من حالات طبية كامنة ستؤدي تقنية الجيل الخامس لاستنزافهم بسهولة ويموتون". BBCمنشور باللغة الإسبانية في بيرو يقول لا لتكنولوجيا الجيل الخامس كما قال قس إنجيلي في تنزانيا في موقعي التواصل الاجتماعي إنستغرام ويوتيوب إن الدفع باتجاه تكنولوجيا الهاتف المحمول وراء انتشار فيروس كورونا.وتحدث مفتٍ سابق في مصر على شاشة التليفزيون عن شبكة الجيل الخامس وكيف يمكن أن تسبب اضطرابا كهرومغناطيسيا، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار فيروس كورونا.وفي الوقت نفسه في أوروبا، أدت إثارة المخاوف أيضا إلى احتجاجات وهجمات على أبراج الهواتف المحمولة.وأفادت بي بي سي بوقوع العشرات من حوادث تدمير الهوائيات في بريطانيا.وفي صربيا، حظيت مؤامرات الجيل الخامس والتكهنات بشأن علاقة بيل غيتس وبرامج اللقاحات بنشر الفيروس بشعبية أيضا في التلفزيون وفي الصحافة الشعبية حيث غالبا ما يتم استخلاص القصص من مصادر إنجليزية أو روسية.وقالت لازارا مارينكوفيتش، التي ترصد المعلومات المضللة، لبي بي سي نيوز الصربية: "لذلك نرى نفس المحتوى الإخباري المزيف الذي انتشر في بريطانيا أو الولاياتالمتحدة أو أي مكان آخر". BBCانتشر الكثير من الشائعات بشأن بيل غيتس في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الصربية وقد قام المشاهير بتغذية هذه التكهنات، بما في ذلك نوفاك ديوكوفيتش الذي كشف عن معارضته للتطعيمات في أبريل/نيسان الماضي وزوجته جيلينا التي شاركت مقطع فيديو روج للمؤامرات حول الجيل الخامس.وكان ديفيد إيك، البريطاني الذي يتبنى نظرية المؤامرة، أحد مروجي ادعاءات الجيل الخامس في موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك ويوتيوب في العالم الناطق باللغة الإنجليزية.وفي مواقع التواصل الاجتماعي، حُظرت مقاطع الفيديو التي ناقش فيها إيك وجود رابط بين الجيل الخامس والفيروس، ولكن مازال الوصول إليها متاحا عبر الإنترنت، وقد حققت مئات الآلاف من المشاهدات على موقع يوتيوب باللغة الروسية وفي حسابات فيسبوك. img src="https://staticalayam24.mcdn.ma/uploads/2020/06/113111953_fake_micro.jpg" alt="أحد الفيديوهات التي انتشرت في باكستان التي تتحدث عن مؤامرة الشرائح الدقيقة وقد وضعت على الصورة كلمة "بلا دليل"" width="976" height="778" /BBCأحد الفيديوهات التي انتشرت في باكستان التي تتحدث عن مؤامرة الشرائح الدقيقة وقد وضعت على الصورة كلمة "بلا دليل" بيل غيتس والشرائحولم يفلت الملياردير المحب للأعمال الخيرية، بيل غيتس، من شباك منظري المؤامرة الوبائية.وأحد أكثر المزاعم الكاذبة انتشارا هو أن الوباء خطة كبيرة دبرها غيتس لزرع شرائح دقيقة في البشر جنبا إلى جنب مع لقاح فيروس كورونا.وعلى الرغم من النقص الكامل في الأدلة لدعم النظرية، كان انتشارها العالمي كبيرا. وتحتوي الشبكة الدولية لتدقيق الحقائق آي اف سي إن "IFCN"، على قاعدة بيانات مع تدقيق للحقائق حول فيروس كورونا من شبكتهم من الشركاء. ويظهر أن مدققي الحقائق في 14 دولة على الأقل قد فضحوا النسخ المحلية من نظرية الشرائح الدقيقة، بما في ذلك في اليونان وكازاخستان والفلبين والمكسيك.وقد حقق مقطع فيديو من الأرجنتين على يوتيوب يؤيد النظرية 1.3 مليون مشاهدة. * فيروس كورونا: نظريات المؤامرة بين الصينوالولاياتالمتحدة * سبب فيروس كورونا: هل "تسرب" من أحد المختبرات؟ * فيروس كورونا: ما قصة مختبر ووهان الصيني الذي يتهمه ترامب بنشر الوباء؟ ويكرر مقطع فيديو آخر على فيسبوك من باكستان هذه المزاعم وقد تم مشاهدته حوالي 650 ألف مرة منذ نشره في مايو/ايار الماضي.وقد وضعت نُسخ من النظرية لمساتها المحلية الخاصة بها. ففي النسخة العربية، أطلق على الشرائح الدقيقة الخيالية اسم "رقائق المسيح الدجال" في مقطع فيديو حقق أكثر من 375 ألف مشاهدة على يوتيوب والعديد من المشاركات على فيسبوك.ورصدت بي بي سي نيوز البرازيل نسخة من نظرية "الشريحة" في الرسائل المتداولة على واتس آب وفيسبوك بالبرتغالية. ويقوم المستخدمون بنسخ ولصق جزء من النص الذي يبدأ بكلمات: "يجب أن أعترف، بيل غيتس عبقري شرير حقا، ومن السهل التحكم في الأشخاص المستسلمين". img src="https://staticalayam24.mcdn.ma/uploads/2020/06/113113564_microbrazil.jpg" alt="منشور بالبرتغالية يتحدث عن مؤامرة تربط بين بيل غيتس ومؤامرة الشرائح الدقيقة، وسم بكلمة "بلا دليل"" width="976" height="549" /BBCمنشور بالبرتغالية يتحدث عن مؤامرة تربط بين بيل غيتس ومؤامرة الشرائح الدقيقة، وسم بكلمة "بلا دليل" وتمضي الرسالة لتزعم أن بيل غيتس يضع اللمسات الأخيرة على خطط "لقاح على شكل شريحة، بحجم طابع بريدي، توضع تحت الجلد" وأن هذه سيتم ربطها بملفات تعريف وسائل التواصل الاجتماعي للفرد من أجل السيطرة عليه عبر تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات.ودمجت نظرية الشرائح الدقيقة مع مؤامرات الجيل الخامس في البرازيل على يد ألان دوس سانتوس، وهو مؤيد قوي للرئيس بولسونارو، والذي يحقق معه مكتب التحقيقات الفيدرالي البرازيلي بقضايا تتعلق بنشر "أخبار مزيفة".ففي تغريدة حظيت بأكثر من 14 ألف إعجاب، اقتبس سانتوس عن معلق باكستاني قوله إن بيل غيتس يريد زرع شريحة متناهية الصغر عبر لقاح ضد الفيروس للسيطرة على البشر من خلال الجيل الخامس للاتصالات؛ ومحاولا النأي بنفسه عن هذه المزاعم، يضيف متسائلا: "هل هذا عبث؟ من الضروري مناقشة ذلك".الإشراف متعدد اللغاتيقوم فيسبوك بتوكيل الإشراف على المحتوى في جميع أنحاء العالم إلى المنظمات الدولية لتقصي الحقائق. ويقول روري سميث، من منظمة فيرست درافت First Draft، إن بعض المناطق مثل أمريكا الشمالية وأوروبا لديها أنظمة أكثر صرامة من غيرها.ويحذر من أن "تزايد عدد الناس الذين يؤمنون بهذه المؤامرات قد يؤدي إلى زيادة عدد المترددين في تلقي اللقاح، الأمر الذي قد يفاقم أزمة صحية عالمية أخرى".