طيلة فترة حكمه لم يستقر الملك محمد السادس على اتخاذ قصر بعينه إقامة رئيسية له، فلما كان وليا للعهد كانت إقامته الرسمية هي الموجودة في مدينة سلا بجانب الطريق السيار المؤدي لمدينة فاس، و بعدما أصبح ملكا اتخذ من القصر الموجود بمنطقة “دار السلام” إقامة رئيسية، ليعود في العام 2018 من جديد للإقامة في سلا التي قضى بها طفولته ومرحلة شبابه وهو ولي للعهد. آخر المعطيات التي تتوفر عليها “الأيام” تؤكد أن الملك محمد السادس سيتخذ من القصر الملكي بالصخيرات إقامة رئيسية جديدة، و هو القصر الذي حل به بشكل رسمي مساء يوم الاثنين الماضي، حيث تم إخبار العاملين فيه أن الجالس على العرش سيقيم فيه لمدة طويلة، كما تتم هذه الأيام تهيئة الفضاء الخارجي للقصر و تنظيف جنباته من بعض الأشجار و النباتات الزائدة، و تعويضها بأغراس جديدة تليق بالفضاء و تحفظ رونقة وجماليته، كما تم تعبيد الطريق التي كانت تربط القصر مع الطريق السيار التي أصبحت تتخذ شكلا جديدا متميزا. ذات المصادر أكد أن فندق “لانفيتريت”، المحادي للقصر، تم حجز عدد كبير من غرفه لفائدة بعض الشخصيات المقربة من الملك، في الوقت التي تشير فيه بعض المعطيات إلى أن الملك سيتخذه إقامة رسمية، خاصة و أنه قريب من العاصمة، و لا يبعده عنها سوى قرابة 10 كيلومترات فقط، كما تؤكد معطيات أخرى أنه سيقضي به عطلته الصيفية، خاصة و أن لهذا القصر واجهة ساحلية، و يمكن للملك أن يمارس فيها رياضاته المائية التي يعتاد ممارستها في مجموعة من شواطئ المملكة كل عام، وخاصة في تطوان و المضيق و الحسيمة. وبحسب ما لاحظته “الأيام” فقد حلت بالمدينة مجموعة من التعزيزات الأمنية تتضمن مختلف التشكيلات، حيث أصبح يحرس القصر مئات من العناصر في الوقت الذي كانت تحرسه قبل أسابيع فقط العشرات. كما تم الاستعانة ببعض المدارس بالمدينة و تم تحويلها لإقامات مؤقتة لعناصر الجيش و القوات المساعدة و الحرس الملكي، حتى يظلوا قريبين من الملك. هذا و تعرف المدينة هذه الأيام حركة غير عادية، و عملية تنظيف و تشجير غير مسبوقة، مما جعل ساكنتها يبتهجون فرحا، وهم المتعودون على العيش في مدينة ينعتونها تهكما و مجازا ب “أم القرى”، نظرا للتهميش الكبير الذي تعرفه و تآكل بنياتها التحتية التي لا تعرف أي تطور منذ سنوات. و يذكر أن الملك الراحل الحسن الثاني كان يعتبر قصر الصخيرات واحد من قصوره المفضلة التي يقضي بها عطله الصيفية، و أغلب أوقاته، و بقي مقيما بها إلى غاية الأيام الأخيرة من حياته، علما أن الوعكة الصحية التي ألمت به في شهر يوليوز من العام 1999 كانت في قصر الصخيرات البحري، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط، و يفارق به الحياة بعد أيام قليلة.