أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس أنّه يُفكّر في فرض رسوم عقابيّة على الصين، بعدما قال إنّه اطّلع على أدلّة تشير إلى أنّ فيروس كورونا المستجدّ مصدره مختبر صيني في ووهان كان اتُهم في الآونة الأخيرة بالافتقار إلى الشفافيّة. توازياً، تجاوزت الوفيّات العالميّة الناجمة من الفيروس 230 ألفاً الخميس، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الساعة 19,00 بتوقيت غرينتش استناداً إلى مصادر رسمية. وأظهرت الحصيلة أنّه تمّ تسجيل ما مجموعه 230 ألفاً و309 وفيّات من أصل ثلاثة ملايين و218415 إصابة. وأوروبا هي القارّة الأكثر تضرّراً، حيث سُجّلت 137714 وفاة، في حين سجّلت الولاياتالمتحدة كدولة بمفردها أعلى حصيلة وفيّات بلغت 61717 وفاة. وسُجّلت في أوروبا والولاياتالمتحدة نحو 90% من الوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وردّاً على مراسل في البيت الأبيض سأله عمّا إذا كان اطّلع على أدلّة تجعله يعتقد جدّياً أنّ معهد ووهان للفيروسات هو مصدر جائحة كورونا، قال ترامب “نعم”. وأضاف ترامب “إنّه شيء كان يمكن احتواؤه في مكان المنشأ. وأعتقد أنّه كان من الممكن احتواؤه بسهولة كبيرة”. ولم يحدّد الرئيس الأميركي ماهيّة الأدلّة التي اطّلع عليها في هذا السياق، لكنّه أشار إلى أنّه قد يفرض على الصين “رسوما جمركيّة” عقابيّة. وردّاً على سؤال حول احتمال أن لا تردّ الولاياتالمتحدة ديونها للصين، في إجراء انتقاميّ، قال ترامب “يمكنني أن أفعل ذلك بشكل مختلف، عبر فرض ضرائب جمركيّة”، كما كان فعل في السابق خلال النزاع التجاري بين بلاده وبكين. – الجميع سيتمكّنون من الخروج – ويومًا بعد آخر، يتعمّق شعور أوروبا المنقسمة بالكارثة التي تحدق بها من جراء فيروس كورونا الذي ما زال يعزل سكّانها المتطلّعين إلى استعادة حياتهم بأسرع ما يمكن، فيما تستعد ألمانيا لإعادة فتح أماكن العبادة والمتاحف. بعد نجاحها في مكافحة الوباء وتمكّنها من البدء “تدريجياً” بتخفيف قيود العزل، أعدّت الحكومة الألمانية لائحة إجراءات اعتمدتها الخميس خلال لقاء بين المستشارة أنغيلا ميركل ورؤساء المناطق. بشرط ضمان احترام “تدابير العزل” والتباعد الاجتماعي، ستتمكن الكنائس والمساجد من إعادة فتح أبوابها وكذلك المتاحف وقاعات العرض وحدائق الحيوان والنصب التذكارية. ووفقًا لوسائل إعلام ألمانية، يجري الحديث عن السماح بإعادة فتح أماكن اللعب المخصصة للأطفال. أما المقاهي والمطاعم فستظل مغلقة حتى 6 أيار/مايو على الأقل. لكنّ ميركل قالت إنّ الحدود لن تُفتح مع البلدان الأوروبية حاليّاً، إذ إنّ خطر عودة الوباء قائم. وهذه خطوة جديدة نحو العودة إلى الحياة الطبيعية في ألمانيا التي أبلت بلاء حسناً مقارنة بجاراتها الأوروبية في إدارة احتواء الوباء. وأعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الخميس أن بلاده “تخطت الذروة” وأن الوباء بدأ يتراجع، وذلك خلال أول مؤتمر صحافي له منذ تعافيه من الفيروس. وبدأ بعض الدول الأوروبية التي فرضت الإغلاق منذ منتصف آذار/مارس، بالاستعداد التدريجي الحذر للعودة إلى وضع طبيعي نسبياً لإحياء النشاط الاقتصادي، حتى وإن كان أفق السيطرة على الوباء على المستوى العالمي يبدو بعيد المنال. وجاءت الخميس سلسلة أرقام لتؤكد التوقعات القاتمة: فقد أعلنت فرنسا أن الناتج المحلي الإجمالي تراجع لديها بنسبة 5,8% في الربع الأول من العام الحالي وكذلك إسبانيا بنسبة 5,2%، وقالت ألمانيا إن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بنسبة 13,2%. على صعيد منطقة اليورو، تراجع النشاط بنسبة 3,8% في الفصل الأول من العام في أعلى تدهور له منذ إنشاء العملة الواحدة في 1999، وفق المكتب الأوروبي للإحصاءات “يوروستات”. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت الأربعاء تراجع الناتج المحلي الإجمالي لديها بنسبة 4,8% على أساس سنوي في الفصل الأول، بعد نمو مستمر منذ 10 سنوات. وما زاد الطين بلة تسجيل 3,8 مليون عاطل جديد عن العمل، وفقا لأحدث أرقام وزارة العمل، ليرتفع إجمالي عدد من طلبوا إعانة بطالة إلى أكثر من 30 مليون أميركي منذ منتصف آذار/مارس. – أكوام من الجثث – مقابل عجز الدول الأوروبية السبع والعشرين عن التوافق على خطة إنعاش اقتصادي مشتركة، أبقى البنك المركزي الأوروبي الخميس على أسعار الفائدة الرئيسية، معربا عن “الاستعداد” لتعزيز عملياته الشرائية الضخمة للديون. وأعلنت رئيسته كريستين لاغارد أنه يمكن تمديد برنامجه الطارئ للتعامل مع الجائحة من خلال عمليات شراء الديون الضخمة، حتى نهاية عام 2020. وقالت إن هذه العملية التي تبلغ كلفتها 750 مليار يورو وتم إطلاقها في آذار/مارس لتخفيف الصدمة الاقتصادية “ستستمر حتى يعتقد (البنك المركزي الأوروبي) أن أزمة كوفيد-19 قد ولت”. في إيطاليا، أعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الخميس أن الركود قد يتجاوز نسبة 10% هذا العام. وإيطاليا أول دولة في أوروبا عزلت جميع سكانها في التاسع من آذار/مارس، وأمرت في 21 آذار/مارس بوقف كل النشاطات الاقتصادية “غير الأساسية”. ومع ذلك، فإن التخفيف المتسارع لتدابير العزل قد يؤدي إلى موجة ثانية من العدوى، وفق ما قال كونتي الذي أثار الخميس حفيظة رؤساء المناطق الإيطالية المتسرعين. وقال بلهجة محذرة “لا يمكننا تقويض الجهود المبذولة حتى الآن بمبادرات متهورة خلال هذه المرحلة الحساسة. والانتقال من +الاغلاق التام+ إلى +فتح كل شيء+ قد ينسف هذه الجهود بطريقة لا رجوع عنها”. وأضاف أنه إذا ارتفع معدل العدوى المحدد حاليا في إيطاليا بين 0,5 و0,7، إلى 1 ستعجز أقسام العناية المركزة عن العناية بالمرضى مجددا. في نيويورك، المدينة الأكثر تضررا في العالم، استاء الحاكم أندرو كومو من صور المترو التي شغلها مشردون. وقال “ما يجري في هذه العربات مثير للاشمئزاز”، داعيا إلى حلول لإيجاد مراكز لإيوائهم. في هذه المدينة نفسها، وإنْ سجل الوباء تراجعاً، فقد استمر تدفق الجثث التي وضع بعضها أرضاً. وأصيب عاملون في دفن الموتى بصدمة من المشاهد التي تشبه أحيانًا كابوساً رهيباً في المقطورات البيضاء المبردة التي تستخدم موقتاً لحفظها. “إنه نهر من الجثث”، كما قالت عاملة في مؤسسة لترتيب الدفن. – فيروس ليس من صنع الإنسان – أعلنت روسيا التي كانت بمنأى عن تفشي الوباء لمدة طويلة، الخميس أن حصيلة الوفيات لديها تخطّت الألف فيما تواجه عودة ظاهرة الإدمان على الكحول. وتقول تاتيانيا البالغة 50 عاماً في موسكو “ليس بوسع الجميع الصمود خلال العزل”. مساء الخيس، قال رئيس وزراء روسيا ميخائيل ميشوستين خلال اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس فلاديمير بوتين إن فحوص تحديد إصابته بفيروس كورونا المستجد جاءت إيجابية وسيخضع لحجر ذاتي لحماية باقي أعضاء الحكومة. وفي تطور لافت على صلة بالجدال بين واشنطن وبكين، أعلنت الاستخبارات الأميركية الخميس أنّها توصلت إلى خلاصة مفادها أنّ فيروس كورونا “ليس من صنع الانسان ولم يُعدّل جينيّاً”. وتُواصل الأجهزة الاستخباراتية بحثها ل”تحديد ما إذا كان الوباء بدأ باحتكاك مع حيوانات مصابة أو أنّه نتيجة حادث مخبري في ووهان” الصينية. أ ف ب