عدنان الرمَّال بروفسور وعالم مغربي متخصص في علم الأحياء، من مواليد مدينة فاس سنة 1962، حصل على شهادة الدكتوراه في “علم الدواء والعقاقير” من جامعة باريس في العام 1987، وعلى دكتوراه الدولة في علم الجراثيم سنة 1994 من جامعة فاس. وعلى مدى أزيد من ثلاثة عقود من الزمن خبر المختبرات والعقاقير والعالم الخفي للبكتيريا والفيروسات التي لا ترى بالعين المجردة. تم تتويجه في العام 2017 بجائزة المبتكر الأوروبي في إيطاليا، والتي ينظمها سنويا المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع ومقره ميونخ في ألمانيا منذ 2006 وذلك بعد اكتشافه عقارا عبارة عن مضاد حيوي معزّز بزيوت عِطرية طبيعية، وقبلها وبالضبط في العام 2015 فاز بجائزة أفضل مبتكر إفريقي. وحظي باستقبال ملكي حيث منحه الملك محمد السادس وسام “الكفاءة الفكرية”. وهو الاستقبال الذي يعتبره الرمّال أكبر تتويج لمسيرته العلمية الكبيرة. أغلب أعمال العالم المغربي عدنان الرمّال، الذي عاش ودرس ما بين المغرب وفرنسا، تتجلى أساسا في اختراعه لمضادات حيوية، حصل بموجبها على مجموعة من براءات الاختراع منذ العام 2006؛ ومن أبرزها براءة اختراع لمضاد حيوي أضاف له جزيئة ال “Eucalyptol” المستخرجة من شجر “الأوكاليبتوس”، والتي لديها القدرة على تقوية جهاز المناعة ليستطيع مقاومة الفيروسات والبكتيريا. هذه المادّة (Eucalyptol) تباع في ألمانيا ومنذ سنين على شكل كبسولات يتناولها كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي، ويمكن أن تستعمل اليوم كذلك في علاج المصابين بفيروس “كورونا”. أكثر من ذلك، يقول البروفسور عدنان الرمال، إن هذا الاختراع الذي توصل إليه منذ العام 2006 وشرعت “سوطيما”، الشركة المغربية المتخصصة في صناعة الأدوية في تطويره منذ العام 2010، كان من المنتظر أن يحصل على رخصة التّسويق من وزارة الصحة في مطلع أبريل الجاري، لولا الظرفية الاستثنائية. في حديثه ل”الأيام” يقول الرمال إن اختراعه “كان سنة 2006، وقامت شركة “سوطيما” للأدوية بالشروع في تطويره سنة 2010، ولولا الظّروف الاستثنائية لكان منتظرا أن يحصل على رخصة وزارة الصحة للخروج للسوق في بداية شهر أبريل الجاري. هذا الدواء عبارة عن مضاد حيوي وفيه أيضا مادة من الزيوت العطرية اسمها “سينيول” أو “الأوكاليبتول” المستخرجة من شجر “الأوكاليبتوس”، لديها القدرة على توجيه جهاز المناعة في الاتجاه الإيجابي وتوقيف الاتجاه السلبي”. وأضاف أن “هذه المادة ” Eucalyptol” تباع في ألمانيا منذ سنين عديدة على شكل كبسولات يتناولها كبار في السن الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي…” العالم المغربي اعتبر أن هنالك مسألة أساسية يجب الحديث عنها، وهي أن “المرضى أثناء تلقّيهم العلاج في المستشفيات يكونون عرضة أحيانا لتعفنات بكتيرية؛ سببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، بمعنى أن حظوظ المريض في الشّفاء بأخذ المضادات الحيوية غير المعزّزة تبقى ضعيفة بالمقارنة مع حظوظ المريض الذي يستفيد من المضادات الحيوية المعزّزة بالأوكاليبتول التي هي موضوع الاختراع المذكور”، وتابع مؤكدا أن هذه الكادة تصلح لمعالجة المصابين بفيروس كورونا المستجد. وعن السر في الدواء الذي قام باختراعه، يؤكد أن “له قدرة على توجيه جهاز المناعة في الاتجاه الصحيح وعلى تفادي العاصفة الالتهابية”. ثم أوضح ل”الأيام” أن القيمة المضافة للمضادّ الحيوي المعزّز بالأوكاليبتول بالنسبة للمصابين بفيروس “كورونا” تتمثل في كون المضادات الحيوية غير المعزّزة تكون عادة فعالة في مقاومة البكتيريا الحساسة، أما البكتيريا المقاومة فيحتاج القضاء عليها إلى مضادّات حيوية معزّزة. ويتابع حديثه بالقول إن “هذه هي القيمة المضافة للدواء الذي اخترعته؛ فهو فعال في كلتا الحالتين (البكتيريا الحساسة والبكتيريا المقاومة).” إضافة إلى ذلك، حسب الرمال، فال ” Eucalyptol” كما يتوفّر على القدرة على تعزيز فعالية المضاد الحيوي؛ فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن له أيضا القدرة على تعزيز فعالية “الكلولوكين” ومضادات فيروسات أخرى. وأكد المتحدث ذاته أن هذا الدواء هو مغربي بنسبة 100 في المائة، وملفه موجود الآن في وزارة الصحة، وكان من المفروض أن تمنحه الوزارة ترخيصا في بداية شهر أبريل، وتشرع بذلك شركة “سوطيما” في تصنيعه وبيعه. ومن المعلوم أن “سوطيما” هي واحدة من أكبر شركات الأدوية في المغرب، تم تأسيسها منذ أكثر من 40 سنة من طرف الدكتور عمر التازي، الذي توفي رحمه الله في منتصف شهر مارس 2020، والذي كنّا جميعا نأمل أن يحضر معنا انطلاقة تسويق هذا الدواء.