بعد توارد الأنباء استنادا إلى مصادر من الخارجية المغربية عن سفر محتمل للملك محمد السادس، إلى العاصمة الرواندية كيغالي التي تستضيف بعد يومين القمة 27 لدول الاتحاد الإفريقي، اعتبر مراقبون أن هذه الخطوة المهمة يمكن أن تمهد لعودة سياسية قوية للمغرب للقيام بدوره في القارة الإفريقية. ولم يتأكد ما إذا كان الملك محمد السادس سيشارك في القمة أم لا، وإن كان تواجده في كيغالي من الممكن أن يتزامن مع عقد القمة الإفريقية. وقد انسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت فيما بعد للاتحاد الإفريقي في العام 1984 بقرار من الملك الراحل الحسن الثاني، وذلك ردا على قبولها عضوية جبهة البوليساريو الانفصالية. ويعتبر المغرب من أهم الدول التي ساهمت في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في أعقاب أول قمة إفريقية انعقدت في أديس أبابا وتم التوقيع على ميثاقها في 26 ماي عام 1963 بحضور 30 دولة إفريقية مستقلة. من جهتها نفت الحكومة المغربية، عودتها للاتحاد، على لسان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الذي صرح عقب المجلس الحكومي ، الخميس 14 يوليوز2016، أن المغرب لم يتخذ أي قرار يقضي بعودته إلى الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أنه "سيتم الحديث عن هذا الموضوع في وقت لاحق". موساوي العجلاوي، المحلل السياسي والباحث في معهد الدراسات الإفريقية يقول "إذا شارك الملك السادس في القمة فسيكون الأمر فتحا مبينا وحدث إفريقي بارز ، لأن سياسة المقعد الفارغ لم تعد مجدية ." وأوضح العجلاوي في حديث خاص ل"الأيام24"أن المغرب يمكن أن يفيد الوحدة الإفريقية كقوة اقتصادية وسياسية ودينية صوفية في القارة الإفريقية." وأشار المتحدث ذاته أن "المشاركة السياسية في الاتحاد لا تعني بالضرورة المشاركة المسطرية التي تصاحبها شروط معينة ." واعتبر المحلل السياسي أن العودة السياسية ضرورية، لأن ما يهمنا في المغرب هو الوحدة الترابية . وحول نفي الحكومة المغربية اتخاذ أي قرار بشأن عودة المملكة المغربية، إلى شغل مقعدها داخل منظمة الاتحاد الإفريقي، التي انسحب منه منذ 32 سنة.أوضح العجلاوي أن الحكومة في واد والقضايا الخارجية في واد آخر وهذه الأمور تقتضي التنسيق . مشيرا في هذا السياق أن بعض وزراء الخارجية المغاربة السابقين، كانوا يحضرون القمة ويجرون تواصلا مع الوفود المشاركة وهو الأمر الذي كان يزعج أعداء الوحدة الترابية للمملكة. وأبرز المتحدث ذاته " أن المغرب يمكنه الانفتاح على دول الاتحاد الإفريقي مثل إثيوبيا وزامبيا التي سحبت اعترافها مؤخرا بجبهة البوليساريو ورواندا التي ينبغي أن يقيم المغرب سفارة بها ." وعن خصوم المغرب في الاتحاد أوضح أنها تعاني من عدة مشاكل فنيجيريا تعاني من أزمات اقتصادية أبرزها انهيار أسعار البترول إضافة إلى مشاكلها الأمنية مع" بوكو حرام" . كما أن "العلاقات المغربية النيجيرية دينيا يمكن أن تشكل مدخلا للدبلوماسية الموازية حيث زار وفد من العلماء النيجريين المغرب مؤخرا في إطار تأسيس اتحاد العلماء الأفارقة." وعن زمبامبوي فهي –وفق- العجلاوي- تعاني أزمة وجنوب إفريقيا التي ترأس الاتحاد، تعاني الأمرين ويمكن أن تغادر زوما دلاميني الاتحاد في أي وقت، أما بالنسبة للجارة الشرقية التي تعد الداعم الأساس للبوليساريو، فيرى العجلاوي أنها "غارقة في المشاكل".