تسببت حالة الفوضى والتخبط الذي يصاحب المرحلة الانتقالية في جبهة بوليساريو الانفصالية، في بروز حركة شباب التغيير من جديد التي طالبت بالانتفاضة ضد الفساد والاستبداد الذي يمارسه قادة الجبهة في فرض مرشحهم الجديد لقيادة الجبهة خلفا لمحمد عبد لعزيز. وتأتي هذه الانتفاضة مزامنة مع التحضيرات لمؤتمر الجبهة الاستثنائي الذي يعقد غدا الجمعة لاختيار خليفة لعبد العزيز والذي رجح مراقبون أن يكون "الرحماني" إبراهيم غالي.
واتجهت الجبهة بإيعاز من الجزائر إلى فرض غالي كخيار ومرشح إجماع وفق ما ذكر إعلام الجبهة الانفصالية.
ولمجابهة شباب التغيير عمدت الجبهة في الساعات الأخيرة، إلى فرض حظر التجوال الليلي داخل المخيمات، مع التهديد بالسجن، خوفا من أي انفلات أمني أو انتفاضة محتملة للشباب الذين يرفضون لاستبداد الذي يمارسه زعماء البوليساريو.
وكشفت مصادر إعلامية مقربة من البوليساريو أن المكتب الدائم للأمانة الوطنية سيقدم مسؤول أمانة التنظيم الحالي ورئيس اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي إبراهيم غالي مرشحا لرئاسة الجبهة كمرشح اجماع وهو المقترح الذي سيكون على طاولة دورة اجتماع" الأمانة الوطنية " للجبهة كأهم المواضيع التي سيتطرق لها الاجتماع للبت فيها بشكل قاطع ومحسوم .
اجتماع مكتب الأمانة الذي دام أربع ساعات كاملة مهد الطريق لابن منطقة الرحامنة المغربي ابراهيم غالي ليكون على رأس البوليساريو.
وفي سياق متصل كشفت مصادر موريتانية أن عدة شخصيات سياسية موريتانية بارزة، تتجه اليوم الخميس للمشاركة في مؤتمر بوليساريو الاستثنائي.
ومن بين الشخصيات الموريتانية التي غادرت باتجاه تيندوف عضو المكتب التنفيذي لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية والوزير السابق للإسكان، وكذا للعدل، سيدي ولد الزين، ورئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود، والنائب البرلماني عن حزب التحالف الشعبي التقدمي محمد ولد الشيخ أحمد أبي المعالي، وشخصيات أخرى عديدة.
وإذا ما تأكد حضور الوفد الموريتاني لمؤتمر البوليساريو، فإن الأمر سيعمق من الأزمة الصامتة التي أصبحت السمة الغالبة في العلاقات بين المغرب وموريتانيا، خاصة بعد طرد موريتانيا لموظفين مغاربة في كل اتصالات موريتانيا وفرع التجاري وفا بنك بنواكشوط، بدعوى تطبيق قانون الشغل الموريتاني.
الأمر الذي ينذر بتطورات غير متوقعة في العلاقة بين الرباط ونواكشوط التيغدا موقفها ملتبسا من قضية الصحراء المغربية.