أكد محمد عبريني، المشتبه بتورطه في اعتداءات باريسوبلجيكا، في جلسات الاستماع الأولى لإفادته، أن صلاح عبد السلام تولى نقل كل الذين شاركوا في هجمات العاصمة الفرنسية إلى "مخابئ"، كما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية (بيلغا). ونقلت الوكالة عن محاضر جلسات استماع اطلعت عليها شبكة التلفزيون الفلمنكية "في تي إم نيوز"، قول عبريني للمحققين البلجيكيين، في أبريل الماضي، "ما أعرفه هو أن صلاح عبد السلام كان يتولى نقل كل الأشخاص تقريباً المتورطين في اعتداءات باريس والقادمين من سورية". وأضاف "أعرف أن صلاح كان يذهب لإحضار هؤلاء الأشخاص ووضعهم في المخابئ" التي انطلق منها منفذو اعتداءات باريس، التي أودت بحياة 130 شخصاً، وأدت إلى سقوط مئات الجرحى. عبريني، الذي اعترف بأنه "الرجل ذو القبعة" الذي شوهد في لقطات كاميرات المراقبة في مطار بروكسل في 22 مارس قبيل تفجير الانتحاريين، قال"أعرف ذلك لأنني نمت في الشقق التي كانوا موجودين فيها، وتعلمت الكثير فيها". ويشتبه في أن عبريني، الذي أوقف في الثامن من أبريل، لعب دوراً أساسياً في اعتداءات بروكسل وفي الإعداد لاعتداءات باريس. وقد صدرت بحقه مذكرة توقيف أوروبية، وسيسلم إلى السلطات الفرنسية، لكن القضاء البلجيكي أكد أن هذا الأمر لن يتم "فوراً". إلى ذلك، تصدر المحكمة الجنائية في بلجيكا، اليوم الثلاثاء، حكمها في قضية الخلية التي تم كشفها مطلع 2015 في مدينة فيرفيي، وتصفها هيئة الاتهام بأنها "الخلية الأم" للمجموعات المسلحة التي نفذت اعتداءات باريس. وبعد محاكمة استمرت أسبوعين ونصف الأسبوع، طلب المدعي الفدرالي، برنار ميشال، في 19 مايو عقوبات بالسجن لمدد تتراوح بين عشر سنوات و18 عاماً على أربعة رجال يعتبرهم "قادة" هذه الخلية، التي أصبح زعيمها عبد الحميد أباعود المنظم للاعتداءات التي وقعت في فرنسا. وأباعود البلجيكي المغربي، البالغ من العمر 27 عاماً، قُتل بعد خمسة أيام من اعتداءات باريس في عملية دهم للشرطة الفرنسية في ضاحية سان دوني. وقبل عشرة أشهر من اعتداءات باريس، التي أودت بحياة 130 شخصاً، وبالتحديد في 15 يناير، أدى هجوم شنته القوات الخاصة البلجيكية على منزل في وسط فيرفيي، شرق بلجيكا، إلى مقتل عائدين من سورية، هما سفيان أمغار وخالد بن العربي. ويرى المدعي أنه لا شك في أن الخلية كانت لديها خطة لارتكاب "عمل إرهابي عنيف"، وأن الهدف يبقى غامضاً. وأضاف، خلال جلسات المحاكمة، "أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يقوم بتصدير نفسه إلى بلجيكا وأوروبا". واعتقل رجل ثالث يُدعى مروان البالي، وقد أحيل على المحكمة الجنائية مع 15 رجلاً آخرين يعتقد أنهم أعضاء في هذه المجموعة، بينهم تسعة يُحاكمون غيابياً. وطلب برنار ميشال عقوبة السجن 15 عاماً للبالي، معتبراً أنه تولى "طوعاً" مهمة العمل اللوجستي التي كلف بها، إلا أن محاميه طلب تبرئته ونفى أن يكون فتح النار على رجال الشرطة. كما أكد أنه لم يجر أي اتصال مع عبد الحميد أباعود، أحد قياديي تنظيم "الدولة الإسلامية" وكان يدير الخلية من اليونان.