أكد الرئيس السابق لألمانيا الفدرالية كريستيان وولف اليوم الأربعاء بمراكش، أن القرارات التنموية التي تؤخذ على مستوى الجهات تدمج المواطن في تدبير الشأن المحلي. واستعرض في محاضرة ألقاها بمقر مجلس جهة مراكش-آسفي حول موضوع "قوة الجهات" على هامش زيارة عمل لهذه الجهة، وذلك في إطار إتفاقية الشراكة والتعاون المبرمة بين مجاس الجهة ومؤسسة كونراد أديناور الالمانية، التجربة الجهوية الناجحة بالفدرالية الالمانية التي اعتمدت على مفاتيح مكنتها من كسب رهان التنمية الاقتصادية المحلية والجهوية، مبرزا أن هذه المرتكزات تعتمد على جودة الخدمة الادارية وتكوين الرأسمال البشري والاهتمام بالقرى والحواضر على حد سواء والإنفتاح على التجارب الأخرى والاهتمام بالمجال البيئي والحفاظ على الهوية الوطنية، مع خلق تنافس بين الجهات واعتماد حكامة محلية جيدة.
وشدد كريستيان وولف على أهمية الاستفادة من التجارب الاخرى بخصوص الجهوية لكن دون استنساخها بل الحرص على تطبيقها وفق خصوصيات كل بلد، مشيرا الى أن القرار المحلي هو الافضل في تحقيق التنمية.
وبعد أن دعا الى ضرورة تعزيز التكوين الجيد والاهتمام بالقرى والحواضر على قدم المساواة، أوضح السيد وولف، أن 50 في المائة من نجاح الاقتصاد يرتكز على راحة العاملين ونزاهة وجودة أداء الخدمة الادارية، فضلا عن إنشاء البنيات التحتية والحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية.
وأبرز من جهة أخرى الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به المغرب ودوره الهام على المستوى الافريقي، وكذا تنوع ثقافته وتراثه اللغوي مما يمكنه من الانفتاح على جميع الحضارات الأخرى، فضلا عن كون المملكة تشكل أرضا للحوار والتسامح بين الديانات.
وأشار إلى أن الجالية المغربية المقيمة بألمانيا، التي يقدر عدد أفرادها بحوالي 120 ألف مواطن تساهم بشكل فعال في نهضة ألمانيا، منوها من جانب آخر، بالدينامية الاقتصادية والإجتماعية التي يعرفها المغرب وبالعلاقات المتينة التي تجمع البلدين في شتى الميادين.
وعبر كريسيان وولف، بعد جولة سياحية للمدينة الحمراء وخاصة لساحة جامع الفنا، عن إعجابه بالتنوع الثقافي والحضاري والفني وبحفاوة الاستقبال الذي خصص له من قبل السلطات والمنتخبين بالجهة، مجددا استعداد ألمانيا لتقديم الدعم اللازم لمملكة المغربية ورغبتها في تعزيز التعاون بين البلدين.
ومن جهته، عبر رئيس مجلس جهة مراكشآسفي أحمد اخشيشن عن ارتياحه للزيارة التي يقوم بها الرئيس السابق لألمانيا الفدرالية لهذه الجهة والتي من شأنها تعزيز التعاون والشراكة بين الطرفين مشيدا بالتجربة الالمانية في مجال الجهوية.
وأضاف أن هذه المحاضرة ستوسع معرفة الفاعلين الجهويين بمسألة الجهوية الموسعة من خلال إطلاعهم على التجربة الالمانية في هذا المجال، معتبرا أن الجهوية هي بمثابة مفتاح النجاح والنهضة الاقتصادية والاجتماعية لجميع أقاليم المملكة.
وبهذه المناسبة قام كريستيان وولف رفقة رئيس الجهة والممثل المقيم لمؤسسة كونراد أديناور بالمغرب، بمقر دار المنتخب، بإعطاء انطلاقة العمل لأكاديمية كونراد أديناور لدعم اللامركزية بجهة مراكش- آسفي.
وحسب الممثل المقيم لمؤسسة كونراد أديناور، هلموت رايفلد، فإن هذه الاكاديمية ستضطلع ببرنامج تقوية وتطوير كفاءات المنتخبين والموظفين الترابيين وبرامج مشاريع التعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية بجهة مراكش-آسفي ونظيراتها بجمهورية ألمانيا الفدرالية.