قالت وكالة الأنباء الصحراوية التابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية إن محمد عبد العزيز الذي يتزعم الحركة منذ فترة طويلة توفي الثلاثاء، فيما يخيم التوتر على الجبهة الانفصالية وسط خلافات محتملة على الزعامة. وقالت الوكالة إن عبدالعزيز (68 عاما) كان يعاني من المرض منذ فترة طويلة. وقال تلفزيون النهار الجزائري القريب من الحكومة الجزائرية إن عبدالعزيز المدعوم من الجزائر توفي.
واستعاد المغرب سيادته على الصحراء المغربية في 1975 لكن الجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر بدأت حرب عصابات مطالبة باستقلال المنطقة. وتتخذ الجبهة من الجزائر قاعدة لها منذ اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الأممالمتحدة في 1991.
وأعلن الانفصاليون بحسب الوكالة حدادا لمدّة 40 يوما ستجري خلالها ترتيبات لتعيين امين عام جديد للجبهة الانفصالية.
واشارت وكالة الانفصاليين الى أنه بحسب المادة 49 من القانون الأساسي للجبهة، يتولى ما يسمى رئيس المجلس الوطني منصب الأمين العام للجبهة إلى غاية انتخاب الأمين العام الجديد في مؤتمر استثنائي يعقد في ظرف 40 يوما من وفاة رئيس الجبهة.
وكانت أنباء سابقة قد اشارت الى وجود نزاع على الزعامة بين قيادات الجبهة خلال الفترة الأخيرة من مرض محمد عبدالعزيز.
وليس واضحا الى حدّ الآن ما اذا كانت الجبهة ستغير من نهجها العنيف وتركن للسلام ضمن مقترح المغرب بمنحها الحكم الذاتي تحت سيادته أم أنها ستواصل على خطى زعيمها الراحل في العنف وخرق اتفاق وقف اطلاق النار.
وكانت جبهة البوليساريو متماسكة نسبيا بوجود رئيسها محمد عبدالعزيز لكن وفاته ستؤجج حتما الصراع على خلافته وستعمق الانقسامات داخلها في مؤشر يقربها من الانهيار وفي ظل عوامل تؤكد فشل مشروع الانفصال عن المغرب.
والجزائر التي تدعم بشدة الانفصاليين عاجزة عن حلّ أزماتها الداخلية مع مناخ يسوده عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وقد ظهرت بوادر الانشقاق في صفوف جبهة البوليساريو حيث يرى متابعون لمسار الحركة الانفصالية أن أهم العناصر الباقية التي كانت إلى جانب محمد عبدالعزيز هي من قبيلته الرقيبات، بينما لا يحظى هؤلاء والمرشحون المحتملون لخلافته باي دعم من القبائل الأخرى التي اصبحت أكثر قناعة بالبقاء ضمن السيادة المغربية.
والصراع غير المعلن بين الجناح المسمى جناح الصقور الذي يقوده إبراهيم غالي مندوب الجبهة في مدريد والمقرب من عبدالعزيز وبين الجناح المعتدل بقيادة عمر منصور الذي يعتبر من أكبر الداعين إلى البحث عن حوار مع المغرب.
ويقول محللون إن المؤيدين سابقا من الصحراويين للانفصال تراجعت حماستهم لهذا الأمر قناعة منهم بفشل مشروع الجبهة المعلن الداعي للاستقلال عن المغرب وبعد انكشاف زيف الدعاية الاعلامية للبوليساريو في تهويل وضع حقوق الانسان في الأقاليم الجنوبية للمغرب.