أظهرت نتائج الانتخابات البريطانية شبه النهائية، الجمعة، فوز حزب المحافظين الحاكم بالأغلبية المريحة التي تمكنه من قيادة الحكومة بمفرده وتمرير بريكست بعد أكثر من عام من الجمود بسبب إعاقة البرلمان. وتعليقًا على الفوز، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن نتائج الانتخابات ستمنحه تفويضا "لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" الشهر المقبل.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن حزب المحافظين فاز ب363 مقعدًا من إجمالي مقاعد مجلس العموم ال650، وذلك بعد فرز 648 دائرة انتخابية (مقعدًا).
ويحتاج أي حزب لغالبية 326 صوتًا لقيادة الحكومة البريطانية بمفرده، وهذا ما كان جونسون يسعى للحصول عليه لطي صفحة أزمة بريكست التي تثير شرخا كبيرا في المملكة المتحدة.
بالمقابل، مني حزب العمال المعارض بهزيمة كبيرة في الانتخابات، حيث خسر 59 مقعدًا من المقاعد التي فاز بها في انتخابات 2017.
وقالت "بي بي سي" إن حزب العمال حصل على نحو 203 مقاعد، ما يمثل الخسارة الأكبر للحزب ذي التوجهات اليسارية منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
وأوضحت أن الحزب الحاكم تمكن من الفوز بمقاعد في دوائر انتخابية كانت خاضعة لسيطرة العمال الذي يواجه انتقادات ومزاعم متكررة بمعاداة السامية.
وحصل الحزب القومي الاسكتلندي على نحو 48 مقعدا فيما لم يحصل حزب "بريكست" بقيادة السياسي نايجل فراج على أي مقاعد.
وتعهد في خطاب فوزه باستكمال خطوات إخراج بلاده من الاتحاد في الموعد المحدد نهاية يناير المقبل.
وقال "إنه ليس من الممكن تنظيم استفتاء ثان لبريكست"، وهذا ما كانت تدعو إليه أحزاب معارضة.
من جهته أعلن زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين، أنه لن يقود حزبه في أي انتخابات عامة مستقبلا، لكنه أكد بقاءه على رأس الحزب لفترة حتى يتم "التفكير" ومناقشة الخطوات القادمة.
ويسمح فوز حزب جونسون بدفع صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) عبر البرلمان، والبدء في التفاوض على صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي. وتعد هذه المرة الأولى التي يجري فيها انتخابات برلمانية في شهر دجنبر منذ 100 عام، وهي الثالثة في أقل من 5 سنوات بعد انتخابات 2015، و2017.
وصوت الناخبون لاختيار 650 عضوًا في البرلمان بموجب نظام التصويت الانتخابي "الفوز للأكثر أصواتًا" الذي تستخدمه المملكة المتحدة في الانتخابات التشريعية، حيث يفوز المرشح الحائز على أكبر عدد من الأصوات في كل دائرة انتخابية على حدة؛ أي تجري الانتخابات بدورة واحدة.
وعادة ما تجري الانتخابات في بريطانيا كل 4 أو 5 سنوات، لكن في أوكتوبر الماضي، صوت نواب البرلمان لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة بعد تعثر محاولات الخروج بالبلاد من الاتحاد الأوروبي.
وفي 30 أكتوبر الماضي، وافق مجلس العموم البريطاني، على دعوة رئيس الوزراء بوريس جونسون، لإجراء انتخابات مبكرة في 12 دجنبر الجاري.
وتأتي دعوة جونسون للانتخابات في محاولة منه لكسر مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.