في تجربة فريدة من نوعها، هي الأولى منها على الصعيد الوطني، قدمت مونيكا برومر، مهندسة معمارية ألمانية وخبيرة دولية في البناء بالقنب الهندي، مؤخرا، بنجرير، أول نموذج لمنزل من الطوب المستخرج من القنب الهندي، بمنطقة الريف. جاء ذلك، خلال مسابقة الطلاب "سولار ديكاتلون أفريكا 2019"، التي شهدتها مدينة بنجرير، مؤخرا، وتنافس خلالها أكثر من 1200 مشارك من 20 دولة على تصميم وبناء وحدات الطاقة الشمسية بالكامل. وفي هذا الصدد، قالت مونيكا برومر، "إنها صاحبة فكرة تشييد "منزل" من الطوب المستخرج من القنب الهندي نظرا للخصائص المتميزة التي يمتاز بها ، في المسابقة العالمية التي احتضنتها مدينة بنجرير، معتبرة أن المغرب يمكنه الاستفادة من هذه المادة في مجال البناء، في حالة إقدامه على تقنين وتنظيم زراعة القنب الهندي في منطقة الريف. وأضافت أن النموذج التي تم بناءه في بنجرير بمواد مستخرجة من مادة القنب الهندي، يعطي فكرة واضحة أنه يسمح بالتخلي عن مواد البناء الضارة مثل "الاسمنت المسلح" الذي يتوفر على "الكاربون"، ما يعني بحسبها أن المغرب يمكن أن يستفيد من استخدام مواد بديلة وغير مكلفة. وحسب مونيكا برومر، التي تعد صاحبة فكرة إقامة ورش مواد البناء المصنوعة من "القنب الهندي"، فإنها ساهمت، بتعاون مع شركة إسبانية، في بناء مئات المنازل، من ثلاثة طوابق، باستعمال طوب القنب الهندي في المملكة الإيبيرية. واكتشفت حاملة المشروع منطقة الريف بالمغرب، في 2013، بدعوة من عبد اللطيف أضبيب، فتطوعت للقيام بأبحاث، خلصت فيها إلى أن نوع القنب الهندي المنتشر بالريف الأوسط، هو من نوع «ستيفا» (القنب المزروع)، ويستعمل، منذ 10 قرون، في أغراض صناعية وطبية، من قبيل استعماله في صناعة الورق بالأندلس. وأشارت إلى أن القنب الهندي أفضل من الخشب في البناء، حيث أن هذا الأخير يتعرض للتآكل مع مرور السنوات، عكس القنب الهندي الذي يستهلك طاقة أقل ويتيح مزايا حرارية وعزل الأصوات، كما يساعد على حماية الغطاء النباتي والغابوي ومحاربة التعرية وتدفئة البيوت. يشار إلى أنه تم الجمعة الماضي ببنجرير، منح الجوائز للفائزين في مسابقة الطلاب "سولار ديكاتلون أفريكا 2019"، خلال حفل جمع أكثر من 1400 مشارك، بمن فيهم العديد من الضيوف البارزين، حسبما أفاد بلاغ للمنظمين. وفاز فريق "أنتر هاوس"، المكون من طلاب من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، وجامعة القاضي عياض بمراكش، ومدرسة كولورادو للمناجم في الولاياتالمتحدة، بالجائزة الأولى، التي منحها الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، السيد لحسن الداودي. وأضاف المصدر ذاته، أن فريق "بيتي الأخضر"، الذي يضم جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال وجامعة الشيخ أنتا ديوب في السنغال، فاز بالجائزة الثانية والتي سلمها رئيس جهة مراكشآسفي، أحمد اخشيشن. وأشار إلى أن الجائزة الثالثة، التي منحها النائب المساعد ومدير مكتب العلوم في وزارة الطاقة الأمريكية، كريس فال، م نحت لفريق "سولار أوتيون"، الذي يمثل جامعة مولاي إسماعيل، فيما م نحت الجائزة الرابعة من قبل الكاتب العام لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات والكاتب العام بالنيابة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط لفريق "نيو بيترا" من الجامعة نفسها. وبالإضافة إلى ذلك، تم منح جائزة فخرية من قبل المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، بدر إيكين، لمؤسس سولار ديكاتلون وكبير مستشاري سولار ديكاتلون أفريكا. وتم تنظيم مسابقة "سولار ديكاتلون أفريكا" تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بمبادرة من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة. وشارك أكثر من 1000 طالب في الدورة الأولى من المسابقة الدولية "سولار ديكاتلون أفريكا"، والتي تهدف إلى تصميم وبناء في ثلاثة أسابيع، منازل مستدامة وذكية تعمل بالطاقة الشمسية فقط، والتي جرى تقييمها لاحقا من قبل لجنة تحكيم من المهنيين.