أربك "لايف" عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق، قيادات الحزب، خاصة عندما هدّد بمغادرة الحزب واعتبار قراراته الأخيرة على المستوى البرلماني والحكومي كارثية بكل المقاييس. ودعا بنكيران بشكل مباشر بعد المصادقة على القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي داخل لجنة التعليم والاتصال بمجلس النواب، أعضاء حزبه إلى مغادرة الحكومة وحفظ ماء الوجه.
وعلى إثر ذلك، قدّم ادريس الأزمي الادريسي رئيس فريق "البيجيدي" بمجلس النواب استقالته وإن كان بشكل غير رسمي، مما ينذر بحدوث سلسلة استقالات داخل الحزب "التزاما" بمبادئ الحزب التي تحدث عنها بنكيران في فيديو بث على صفحته الرسمية ب"الفيسبوك."
رشيد لزرق المحلل السياسي المختص في الشؤون البرلمانية والحزبية، في تصريح ل"الأيام24"، يرى أن تأثير عبد الإله بنكيران ما زال قويا خاصة على الجناح الذي دعمه لولاية جديدة، مشيرا أن خروج بنكيران وما أعقبه من تبعات يظهر أن حزب العدالة والتنمية أبعد ما يكون عن المنطق المؤسساتي، وأن ما يروج حول مراجعات داخلية ليس سوى آراء ومقولات موجهة للتصدير الخارجي دون أن تكون لها ممارسة عملية.
وأضاف لزرق، بأن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة لم يستطع ضبط فريقه البرلماني، بشأن التصويت على القانون- الإطار رقم 51.17 المتعلق بالتربية والتكوين، مبرزا أن أقصى ما استطاع فعله هو الضغط من أجل وقوفهم موقف الحياد إزاءه، فيما اتجه بنكيران لشحن القواعد، وتعبيره عن مواقف شيوخ الجماعة وهذا بعيد عن منطق الحزب المدني، وفق تعبير المتحدث.
وزاد المحلل السياسي بالقول، أن استقالة الازمي رئيس المجلس الوطني للبيجيدي من رئاسة الفريق، هو إعلان عن عدم موافقة المجلس الذي يعد أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر على القانون الإطار، مشيرا أنه يمكن للأزمي بصفته رئيسا لبرلمان جزبه أن يدعو لمؤتمر استثنائي يقلب جميع الموازين.
وبالتالي يضيف المتحدث، فإن خرجة عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق، في هذا الصدد، باعتماده نهجا تكتيكيا، سعى من ورائه إلى إخفاء مواقف تاريخية له ولبعض قياداته التي تعاني من التشرد السياسي ولم يبقى لها تأثير تنظيمي، جراء التحول الذي عرفه حزب العدالة والتنمية في المرجعية التأسيسية.