وقّع المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، على ورقة مغادرة عبد الإله ابن كيران الأمين العام نهائيا لزعامة الحزب،بعد أن رفض التأشير لهذا الأخير بالحصول على ولاية ثالثة على رأس الحزب خلال المؤتمر الوطني القادم، برفض تعديل المادة 16 من النظام الأساسي لحزب "المصباح". وقال رشيد لزرق الخبير المختص في الشؤون الحزبية والعلوم السياسية، في حديث ل" الأيام24"، بأن قرار المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، بعدم التمديد لبن كيران، تحكمت فيه "حركة التوحيد والإصلاح "بشكل حاسم، وذلك بحكم السياقات الدولية والإقليمية التي جعلتها تتجه إلى عدم المزايدة و ضمان التموقع. وأوضح لزرق، بأن السؤال الذي يطرح الآن ما هو مصير بن كيران، مضيفا بأن شخصية الرجل و جوهره الدعوي تقوي عدم احتمال اعتزاله السياسي، مع إمكانية أن ينشغل بالمجال الدعوي، والذي سيكون له تأثير على البنية الداخلية للعدالة و التنمية، لكن، يوضح المتحدث،" لن تصل إلى حدود انقسام، لكون طبيعة البنية الداخلية للبيجيدي صلبة ومبنية على أساس تنظيم دعوي وهي الجماعة، التي يحتم عليها السياق الدولي التمهل وعدم الإقدام على مغامرة غير مضمونة النتائج"، مشيرا بأن"طبيعة العلاقات الأبوية تجعل إمكانية الانقسام قليلة جدا".
بالموازاة مع ذلك، كشف لزرق، بأن الرهان الذي يجب أن يقوم به سعد الدين العثماني، هو الفصل بين العمل الدعوي والسياسي خلال عمله الحكومي، مبرزا بأن " هذا الأمر جد صعب لكون أساس قوته الانتخابية عبر مختلف أذرعه الإحسانية و الجمعوية". لكن، يضيف المحلل السياسي، تبقى الأيام المقبلة والمؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية مؤشرا حقيقي للتحول، والاتجاه إلى تطهير الحزب من مناصري بن كيران أو على تمثيلهم في الأجهزة التقريرية.
أما تأثير ذلك على المشهد السياسي، أكد لزرق،بأن عدم التمديد لبن كيران يقوي أعمال نظرية الدومينو، التي تزيح القيادات الشعبوية ويُحضِّر لمرحلة الإعمال الصارم للقانون، في إشارة منه، إلى أن بعض زعماء الأحزاب بات لازما عليهم مغادرة المشهد.