ما زال مجلس الأمن لم يحسم بعد في قراره النهائي بخصوص ملف الصحراء المغربية، على بعد يومين فقط من انتهاء مهام "المينورسو" بالصحراء، و المحددة في ال 28 من أبريل الجاري. وبحسب كواليس اجتماعات أعضاء مجلس الأمن، فالأخير ينقسم إلى قسمين، قسم يدعو إلى احترام قرار المغرب الذي اتخذه الشهر الماضي والقاضي بطرد الشق المدني من بعثة "المينورسو" و الإبقاء على الشق العسكري، خاصة و أن هذا القرار لا يخل بالاتفاق الذي وقعه المغرب و "البوليساريو" سنة 1991 و المتعلق بوقف إطلاق النار، ويضم هذا الشق كلا من فرنسا، إسبانيا، اليابان، مصر و السينغال. أما الشق الثاني فيدعو إلى إدانة المغرب ومطالبته بإرجاع الشق المدني إلى العيون و الداخلة بدون شروط، و هو القرار الذي يعارضه المغرب، ويتزعم هذا الشق كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، فنزويلا و الأوروغواي. ويتجه مجلس الأمن الدولي، حسب تقارير متطابقة، إلى تجديد مهام "المينورسو" في الصحراء لشهرين إضافيين بشكل تقني، في انتظار التوصل إلى اتفاق مع المغرب بخصوص الشق المدني لبعثة "المينورسو". وسبق لمجلس الأمن أن لجأ لهذه الصيغة في أبريل 2003، حينما رفض المغرب مقترح المبعوث الأممي آنذاك جيمس بيكر، و القاضي بمنح أقاليم الصحراء المغربية حكما ذاتيا مؤقتا لمدة 5 سنوات، يليها إستفاء يقرر بموجبها سكان الصحراء مصيرهم. هذا وسبق لنائب سكرتير الدولة الأمريكي في الخارجية جيفري فيلتمان، أن فشل في إقناع المغرب، خلال المفاوضات السرية التي جرت في جنيف بسويسرا، و التي جمعت المغرب و ممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بعودة الشق المدني لبعثة "المينورسو" لممارسة مهامهم بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وكانت الأممالمتحدة ترغب في إرجاع المكون المدني من بعثة "المينورسو" الذي تم طرده الشهر الماضي، عقب زيارة بان كي مون لتندوف ووصفه للوجود المغربي بالصحراء ب "الاحتلال"، وذلك حتى يتسنى لمجلس الأمن في قراره المنتظر أن يمدد للبعثة الأممية، كما دأب على ذلك منذ تسعينيات القرن الماضي وفي كل قراراته السنوية بدون استثناء.
وحسب مصادر ل "الأيام 24"، فقد أبلغ الوفد المغربي لممثلي بان كي مون أن المغرب يرفض بشكل "كلي وقاطع" عودة الشق المدني و السياسي لبعثة "المينورسو"، مؤكدا أن دورهم "ليس له أي جدوى" لحل النزاع.
و أشار الوفد المغربي أيضا خلال المفاوضات السرية إلى إحترام المغرب التام و الكامل لبنود وقف إطلاق النار الذي وقعه المغرب و "البوليساريو" برعاية الأممالمتحدة سنة 1991.