قال القيادي في "البوليساريو"، أحمد سلامة، إنه يتعين على الحكومة الإسبانية، الدفاع عن الجبهة في كل أنحاء العالم، كما فعلت ذلك البرتغال مع تيمور الشرقية، بصفتها مسؤولة عن استعمار الصحراء، قبل طردها. وزعم "أن الصحراويين لازالوا يضعون ثقتهم في إسبانيا، التي رغم التأثير الفرنسي والمغربي بإمكانها القيام بالكثير في هذا النزاع القائم"، معتبرا أن قرار المغرب طرد المكون السياسي لبعثة المينورسو "يقود المنطقة إلى حرب مدمرة"، حسب قوله. يأتي هذا في الوقت، الذي يقود نائب سكرتير الدولة الأمريكي في الخارجية جيفري فيلتمان المفاوضات السرية التي تجري الآن في جنيف بسويسرا، مع المغرب وممثلي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث يحاول الأمريكي فيلتمان أن يقنع الرباط بإرجاع المكون المدني من بعثة المينورسو الذي تم طرده الشهر الماضي، عقب زيارة بان كي مون لتندوف ووصفه للوجود المغربي بالصحراء ب "الاحتلال"، وذلك حتى يتسنى لمجلس الأمن في قراره المنتظر نهاية الشهر الجاري أن يمدد للبعثة الأممية، كما دأب على ذلك منذ سنة 1998 وفي كل قراراته السنوية بدون استثناء، وسيسهل عليه الأمر إن عاد المكون المدني، فيما سيجد صعوبة في هذا التمديد إذا ما بقيت البعثة في الصحراء تتشكل من المكوِّن العسكري فقط. وتجدر الإشارة إلى أن النزاع بخصوص ما يسمى "الصحراء الغربية"، هو في الأصل نزاع مفتعل مفروض على المغرب من طرف الجزائر التي تمول وتأوي جبهة "البوليساريو" على أراضيها بتندوف. وتطالب "البوليساريو"، المدعومة من طرف السلطات الجزائرية، بخلق دولة وهمية بالمغرب العربي. وهذه الوضعية تعرقل جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.