لم تستسغ جبهة البوليساريو الحملة التطهيرية التي قام بها المغرب في منطقة الكركرات. فبعد أن راسلت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، احتجاجا على الخطوة المغربية، استدعت الجبهة قيادة المينورسو، بمكونيها المدني والعسكري. الاستدعاء جاء عبر القيادي في الجبهة عبد الله لحبيب الذي التقى بقيادة المينورسو "لإبلاغها، من جديد، احتجاج البوليساريو الشديد على تمادي الحكومة المغربية في خرقها السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركرات"، بتعبير لحبيب. وفي الوقت الذي حمّل فيه "وزير الدفاع" مسؤولة "هذا التدهور للمغرب"، حضر اللقاء عدد من القياديين في الجبهة، على رأسهم إبراهيم محمود، بالإضافة إلى مساعدي قائد قوات المينورسو القادمين من العيون، ويوسف جديان، مدير مكتب المينورسو في تندوف. وطالب عبد الله لحبيب المينورسو باتخاذ إجراءات فورية لوقف الأشغال الجارية في المنطقة العازلة وإرجاع آليات الهندسة والدرك الملكي الذي يحرسها خلف الجدار، مشددا على ضرورة "الوقف الفوري للأشغال وتحمل المسؤولية عن التداعيات، بما فيها العودة إلى مربع الحرب". يأتي ذلك في وقت أبلغت فيه جبهة البوليساريو رئيس بعثة المينورسو بتندوف، الدكتور يوسف جديان، احتجاجا على المغرب، مدعية بأنه قام "بخرق سافر وخطير لوقف إطلاق النار المبرم بين طرفي النزاع؛ جبهة البوليساريو والمملكة المغربية". ولم تتوقف الجبهة عند هذا الحد، بل دعت مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على اتفاقية وقف إطلاق النار بين البوليساريو والمغرب، معتبرة أن المملكة "خرقت الاتفاقية العسكرية رقم 01 من اتفاقية وقف إطلاق لسنة 1991"، وطالبت المينورسو بإقامة نقطة مراقبة في المنطقة لتهدئة الوضع، وتقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي وفقا لولايتها لمراقبة وقف إطلاق النار. ويعتبر هذا الاحتجاج هو الثالث من نوعه رغم أن الأممالمتحدة كانت قد كذّبت ادعاءات البوليساريو؛ حيث أكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن البعثة الأممية نشرت في ال16 وال17 من الشهر الجاري وسائل برية وجوية للتحقيق في الاتهامات حول انتهاكات في الجزء الجنوبي الغربي من الصحراء، قرب موريتانيا، مضيفا أن البعثة لم تلحظ وجودا عسكريا أو معدات عسكرية، بل فقط آليات مدنية تعبر الجدار الدفاعي المغربي. وأوضح نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن بعثة المنظمة الأممية أبلغت "البوليساريو" بالنتائج الأولية لتحقيقها، وأنها ستواصل تقصي الحقائق، وذلك ردا على ادعاءاتها التي جاءت على لسان إبراهيم غالي الذي قال إن "المسألة في غاية الخطورة، في ظل عدم استكمال بعثة المينورسو عودة مكونها"، وفق تعبيره وتقييمه للوضع.