علم "الأيام 24" أن نائب سكرتير الدولة الأمريكي في الخارجية جيفري فيلتمان، فشل في إقناع المغرب، خلال المفاوضات السرية التي جرت في جنيف بسويسرا، و التي جمعت المغرب و ممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بعودة الشق المدني لبعثة "المينورسو" لممارسة مهامهم بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وكانت الأممالمتحدة ترغب في إرجاع المكون المدني من بعثة "المينورسو" الذي تم طرده الشهر الماضي، عقب زيارة بان كي مون لتندوف ووصفه للوجود المغربي بالصحراء ب "الاحتلال"، وذلك حتى يتسنى لمجلس الأمن في قراره المنتظر أن يمدد للبعثة الأممية، كما دأب على ذلك منذ تسعينيات القرن الماضي وفي كل قراراته السنوية بدون استثناء. وحسب ذات المصادر، فقد أبلغ الوفد المغربي لممثلي بان كي مون أن المغرب يرفض بشكل "كلي وقاطع" عودة الشق المدني و السياسي لبعثة "المينورسو"، مؤكدا أن دورهم "ليس له أي جدوى" لحل النزاع. و أشار الوفد المغربي أيضا خلال المفاوضات السرية إلى إحترام المغرب التام و الكامل لبنود وقف إطلاق النار الذي وقعه المغرب و "البوليساريو" برعاية الأممالمتحدة سنة 1991. ومن المتوقع أن يصوت أعضاء مجلس الأمن الدولي ال 15 في غضون الأيام القليلة المقبلة على تجديد بعثة "المينورسو" لسنة إضافية في شقها العسكري فقط. وحسب ما رشح من هذه المفاوضات السرية، فإن القوى المؤثرة في مجلس الأمن طمأنت المغرب حول بعض الخيارات التي كان يتم طبخها من طرف المبعوث الأممي كريستوفر روس، وتتعلق باقتراح غريب حول "كومنويلث" بين المغرب والصحراء، وهو ما تعتبره الرباط تقديم جمهورية مستقلة للبوليساريو بالأراضي المغربية، إضافة إلى محاولة ترجيح كفّة الحكم الذاتي على كفّة الاستفتاء كشكل من أشكال تقرير المصير.
ولعبت الولاياتالمتحدةالأمريكية دورا حاسما في المفاوضات السرية، فيما اعتبر المغرب المفاوضات فرصة سانحة له للقطع مع كل التهديدات بأوراق من مثل توسيع صلاحيات "المينورسو" أو العودة لخيار الاستفتاء، الذي تأكد أمميا أنه مستحيل لعدم إمكانية تحديد الكتلة الناخبة.