لنقف لحظة للانتباه لهذا المغربي الذي يحمل صفة ثقيلة ونتساءل لماذا لم تكن معروفة من قبل؟ فليس معقولا أن يكون ريفي مغربي ممثلا لمزارعي نبتة الكيف في العالم بأسره، و لا أسهل أن يحمل خطابا مواجها للأمم المتحدة "الظالمة"، حسبه، وحتى في الداخل يبدو التنظيم الذي يترأسه محكما، حيث لديهم برلمان بمنطقة صنهاجة التاريخية له صلاحيات تقريرية.. هو عبد اللطيف أظبيب، ابن إقليمالحسيمة، الذي أصبح ممثلا لمزارعي نبتة الكيف في العالم، الذي يستعد هذا الأسبوع لإلقاء كلمة باسم فلاحي القنب الهندي في العالم في نيويورك بمناسبة انعقاد الدورة الاستثنائية المعنية بسياسة المخدرات.
صفته كرئيس لكنفدرالية جمعيات صنهاجة السراير، وهي منطقة في إقليمالحسيمة اشتهرت بزاعة الكيف، وبهذه الصفة يخوض معركة من نوع خاص، لا هي بمناصرة تقنين العشبة السحرية، و لا هي بالقضاء عليها، ولكن بحل وحده استطاع بسطه في حوار مطول مع "الأيام 24"، ننشر اليوم جزءا منه. حماس الرجل من أجل ايجاد حل لفلاحي الريف، جعلت الرجل يذهب إلى حد المطالبة بلقاء الملك محمد السادس، مشيرا في حديثه ل "الأيام 24" أن الدولة المغربية من خلال سياساتها مسؤولة عن الوضعية التي يعاني اليوم منها فلاحوا الريف، المتهمين بزراعة الكيف، غير أن أظبيب يعتبرهم مجرد "ضحايا" ظلهم التاريخ وتكالبت عليهم سياسة الدولة وشظف العيش، وقساوة الجغرافيا.
ويؤكد أظبيب أن عشرات الآلاف من فلاحي المنطقة المعنية بزراعة نبتة الكيف داخل إقليمالحسيمة، يوجد عدد كبير من الفلاحين مطاردين في الجبال ومتهمين بجرم لم يقترفوه، على حد تعبيره، مند الحملة التي قال عنها إنها "مدبرة" من طرف وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري، الرجل القوي في زمن الراحل الحسن الثاني، ضد ساكنة الريف، ليخلص بكل جرأة أن الكيف هو ملك للدولة، تعمل به ما تشاء، إما أن تقرر منع زراعته أو تتركها.