دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، أرمينياوأذربيجان إلى ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار عقب تجدد الاشتباكات في في إقليم "قره باغ" المتنازع عليه بينهما. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف قوله إن "الرئيس بوتين شديد القلق بسبب استئناف القتال على خط التماس في قره باغ، ويشعر بالأسف لأن الوضع يتجه من جديد نحو المواجهة المسلحة". وأضاف أن "جهودا نشطة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تسوية النزاع بذلت في الآونة الأخيرة في إطار الجهود الثلاثية (روسياوأرمينياوأذربيجان) ودوليا في إطار مجموعة مينسك لمنظمة التعاون الأوروبي (روسيا وفرنسا والولاياتالمتحدة)". وكانت إشتباكات "عنيفة" قد اندلعت في وقت سابق اليوم بين القوات الأرمينية والأذرية في إقليم "قره باغ" المتنازع عليه بين البلدين، و ذلك بعد خرق الهدنة القائمة في المنطقة منذ سنوات. ويدور نزاع بين ارمينياوأذربيجان، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في جنوب القوقاز، منذ آواخر ثمانينات القرن الماضي حول هذه المنطقة التي تسكنها غالبية أرمنية لكنها ضمت إلى أذربيجان إبان الحقبة السوفياتية. وشهدت المنطقة حربا أدت إلى سقوط ثلاثين ألف قتيل ونزوح مئات الالاف بين 1988 و1994. وانهى وقف لإطلاق النار الحرب في 1994 لكنه لم يؤد الى حل المشكلة، بينما تجري مناوشات متقطعة على طول الحدود. لكن معارك الجمعة والسبت تبدو اكبر من تبادل اطلاق النار الذي يجري عادة. وكانت آخر المعارك الكبيرة في المنطقة في 1994. وتهدد اذربيجان التي تتجاوز ميزانيتها الدفاعية ميزانية ارمينيا باكملها في بعض الاحيان، باستعادة المنطقة الانفصالية بالقوة اذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة. وتؤكد ارمينيا المدعومة من روسيا من جهتها انها قادرة على مواجهة اي هجوم. وكان رئيس اذربيجان الهام علييف طالب خلال تواجده في واشنطن للمشاركة في القمة الدولية للامن النووي في نهاية الاسبوع، امام وزير الخارجية الاميركي جون كيري ارمينيا بسحب قواتها "فورا" من اقليم ناغورني قره باغ. وأعرب علييف خلال استقباله من قبل كيري عن "امتنانه للجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة من اجل التوصل الى حل للنزاع الطويل بين أرمينياوأذربيجان". إلاأن علييف شدد على "ضرورة تسوية النزاع على أساس حل يصدر عن مجلس الأمن الدولي ويطالب بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الارمينية من أراضينا".