خلّفت الأحداث الدامية التي وقعت، يوم السبت 19 مارس 2016، بين جماهير الرجاء الرياضي البيضاوي بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، استياء عميقًا في صفوف المتتبعين للشأن الرياضي بالمغرب. وأثارت هذه الواقعة ردود أفعال متباينة بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق مجموعة من "الفايسبوكيين" عريضة تحمل عنوان "أوقفوا البطولة" للمطالبة بوقف منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، إلى حين إيجاد حل نهائي لظاهرة الشغب التي لازلت تحصد أسبوعيا العديد من الأرواح.
ونشر "الناشطون" على نطاق واسع بموقعي تويتر وفايسبوك "هاشتاغًا" تحت عنوان "#أوقفوا_البطولة"، على اعتبار أنّها تتسبب في تحويل الملاعب إلى مساحات للحروب والقتال.
أمّا المعارضون لفكرة إيقاف منافسات البطولة الوطنية الاحترافية، فقد طالبوا بحلِّ وفكِّ الإلترات والفصائل المساندة للفرق المغربية، حيث اعتبروا أن كرة القدم المغربية عمادها الروح الرياضية وقوامها جماهير واعية بعيدًا عن الحروب والصراعات التي تؤثر بشكل أو بآخر على صورة الكرة المغربية.
وكان فريق الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم قد عبّر، عقب أحداث الشغب، عن غضبه من "الإلترات الرجاوية"، محمّلا إياها مسؤولية الأحداث المميتة، حيث جاء في بيان للنادي: "لقد بلغ السيل الزبى، ولقد شوهت الفصائل المتطاحنة سمعة الرجاء العالمي".
محمد حصاد، وزير الداخلية، كان قد كشف، في وقت سابق، نية وزارته لحلِّ "الإلترات" وجمعيات المشجعين المتورطة في أحداث الشغب بالملاعب.
يشار إلى أن سبب أعمال الشغب، التي حدثت عقب نهاية مبارة الرجاء ضد شباب الريف الحسيمي، هو خلاف بسيط بين عضوين من فصيلي "غرين بويز" و "الإيغلز"، أدى إلى نشوب شجار دامي بين كل أعضاء الفصيلين.
فيما يطالب البعض الآخر بالبحث عن "الأيادي الخفية" التي تحرّك ظاهرة الشغب داخل وخارج الملاعب والأغراض التي تركض من ورائها.