رأت صحيفة "الأهرام" المصرية، اليوم الثلاثاء، أن هناك أسباب أخرى غير معروفة، كانت وراء قرار المغرب برفض استضافة القمة العربية 2016، مشيرة إلى أن هذا الأمر المفاجئ وضع حسب قولها "المنطومة العربية" في مشكل حقيقي. وأضافت الصحيفة، الواسعة الانتشار، في مقال تحت عنوان " سر الاعتذار عن استضافة القمة العربية!"، للكاتب مسعود الحناوي، أنه من حق المملكة المغربية أن تعتذر عن عدم استضافة القمة العربية السابعة والعشرين، ومن حقها أن تبدي تحفظاتها حول عدم توافر ظروف نجاحها ومن حقها أن تقول طبقا لبيان وزارة خارجيتها إنها لا تريد أن تتحول القمة إلى مجرد اجتماع مناسباتى دون أن تسهم فى تقديم قيمة مضافة، بل إن من حقها أيضا أن تعتذر عن المشاركة فيها إذا عقدت في قطر آخر أو أن يتم تمثيلها بمستوى ضعيف!! واعتبر كاتب المقال، أن الحقيقة أن موقف المغرب الأخير وضع المنظومة العربية كلها في مأزق شديد للأسباب التالية، أولها أن ميثاق جامعة الدول العربية أقر مبدأ انعقاد القمة "بصفة منتظمة في دورة عادية مرة في السنة"، وحدد في مادته الثالثة من الملحق الخاص بالجامعة شهر مارس ليكون موعدا لهذا الانعقاد الدوري، وثانيها أن الرباط نفسها كانت قد أعلنت من قبل استضافتها القمة.. وعقد مسئولوها اجتماعات تحضيرية لها، وطلبت تأجيل انعقادها من 25 مارس إلى 6 أبريل، وآخرها أن الفترة الزمنية التي تركتها المغرب للدولة التي يمكنها استضافة القمة بدلا منها ضيقة للغاية، خاصة إذا علمنا أن القمة تحتاج إلى ترتيبات واستعدادات لوجستية كثيرة ومعقدة، وأن المادة الرابعة من ميثاق الجامعة تنص على تناوب أعضاء مجلس الجامعة على رئاسة القمة حسب الترتيب الهجائي، وأن موريتانيا هي الدولة التي تؤول لها الرئاسة والمرشحة للقيام بهذه المهمة الصعبة. واختتم كاتب المقال قوله "نحن نحترم وجهة النظر المغربية.. ولا نشكك في صدق نواياها وطيب أهدافها.. ولكننا نظن وليس كل الظن إثما أن هناك أسبابا أخرى للاعتذار عن عدم استضافة القمة بهذا الشكل المفاجئ.. ربما لم يحن وقت كشف الستار عنها بعد!!"، حسب تعبيره. وأعلن المغرب مساء الجمعة أنه قرر عدم استضافة القمة العربية 2016 لتجنب تقديم أي "انطباع خاطئ بالوحدة والتضامن" في خضم تحولات يمر بها العالم العربي. وكان مقررا عقد الاجتماع الدوري رقم 27 للقادة العرب في 29 مارس المقبل، في مدينة مراكش لكنها تأجلت للسابع من أبريل بناء على طلب من السعودية. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أنه بتعليمات من الملك محمد السادس، تم إبلاغ جامعة الدول العربية ب"قرار المغرب بإرجاء حقه في تنظيم دورة عادية للقمة العربية"، موضحة حيثيات الرفض في "أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية، فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي".