غادرت أندريا نويس، مسؤولة مكتب المؤسسة الألمانية "فريدريش ناومان" في المغرب الناشطة في مجال الدفاع عن السياسات الليبرالية والحريات، البلاد عائدة إلى المانيا، بعدما أبلغتها السلطات بأنها "شخص غير مرغوب به"، بحسب ما ذكر ناشط مغربي. وكتب المؤرخ والناشط المغربي المعطي منجب على صفحته على موقع فيسبوك "أنا جد حزين بسبب طرد صديقتي أندريا نويس، مديرة مؤسسة فريدريش ناومان بالمغرب، وقد غادرت اليوم صحبة زوجها صديقي +جان ماري+، أنا متأسف لهما لأنهما يحبان المغرب كثيرا". وأضاف "تم إخبار أندريا منذ أسابيع أنها شخص غير مرغوب فيه بالمغرب وكان ذلك بعد زيارتها التضامنية لي، وأنا مضرب عن الطعام، بسبب منعي من السفر". ونفذ المعطي منجب الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان (55 عاما) إضرابا عن الطعام في أكتوبر لمدة ثلاثة أسابيع بسبب منعه من السفر. وشمل المنع في حينه ثلاثة صحافيين آخرين عملوا معه في مشاريع تتعلق بالدفاع عن حرية الصحافة. وأوضح الجمعة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن أندريا زارته خلال إضرابه عن الطعام، "تضامنا، وهذا ما أزعج السلطات التي أخبرتها عقب الزيارة أنها +شخص غير مرغوب فيه+". وقال إن اضطرارها مع زوجها "لمغادرة المغرب في حالة استعجالية أحزنهما كثيرا"، مضيفا أن "أندريا تتكلم اللغة العربية بطلاقة، وكانت في طور تعلم اللغة المغربية المحكية، كما أن زوجها ولد في المغرب وعاش فيه فترة طويلة". ونقل عنها قولها أن السفير المغربي في برلين أبلغ الإدارة المركزية لمؤسسة "فريدريش ناومان" أن نويس "تتدخل في السياسة المغربية" و"تلتقي نشطاء وصحافيين، وبالتالي هي شخص غير مرغوب فيه". ولم يكن في الامكان الحصول على تفاصيل للخبر من مصادر أخرى. وتدعو مؤسسة "فريدربش ناومان" إلى تعزيز حرية الفرد والليبرالية من خلال التعليم المدني والحوارات السياسية الدولية، ولها مكاتب في دول عدة تعمل على تنظيم أنشطة للترويج لهذه الأفكار. وتنشط في المغرب منذ سنة 1969. وتوجد شراكة بين مؤسسة "فريدريش ناومان" و"مركز ابن رشد للدراسات والتواصل" الذي كان يترأسه المعطي منجب. وسبق لوزارة الداخلية المغربية أن منعت نشاطا كان سينظمه الطرفان بداية 2015 في أحد فنادق الرباط حول حرية الصحافة في المنطقة المغاربية، ما اضطر الجانبان إلى نقله إلى مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في العاصمة ليتم على مستوى ضيق.