يشارك المغرب في الدورة ال26 للمعرض الدولي للمنتجات والحلول الصيدلانية، الذي افتتح اليوم الثلاثاء بمدريد، من خلال ثماني مختبرات مغربية للأدوية جاءت للتعريف بمهاراتها وخبراتها في هذا المجال. وتتيح دورة 2015 من هذا المعرض، الذي يعد حدثا دوليا مهما في هذا المجال، الفرصة للمختبرات الصيدلانية المغربية، التي تعرض منتجاتها داخل جناح شيد على مساحة 216 متر مربع، لتعزيز موقعها على المستوى الدولي.
وقال سهيل البلاوي من الإدارة القطاعية بالمركز المغربي لإنعاش الصادرات "مغرب تصدير" إن أحد أهداف المشاركة المغربية في هذا المعرض هي تثمين كفاءات المختبرات الصيدلانية المغربية التي تضاهي مختبرات أخرى رائدة في هذا المجال على المستوى العالمي. وأضاف السيد البلاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المشاركة تروم، كذلك، توسيع شبكة شركاء هذه المختبرات داخل السوق الأوروبية التي تعتبر استراتيجية، سواء في ما يتعلق بالشراكات أو المناولة والتوزيع.
وتابع أن شركات الأدوية المغربية تولي أهمية كبيرة لهذا المعرض، وما يؤكد ذلك حضور مسؤولي مختلف إداراتها إلى العاصمة الإسبانية، لاسيما المسؤولين عن التوزيع والتسويق والبحث والتنمية، فالمعرض يشكل مناسبة عالمية لعرض أحدث الابتكارات في هذا المجال.
وأشار، من جهة أخرى، إلى أن المركز المغربي لإنعاش الصادرات يرافق المختبرات الصيدلانية المغربية في جهودها الإنمائية، مشيرا إلى أن الحضور المغربي في هذا المعرض الدولي يندرج في إطار برنامج ترويجي يتضمن عدة إجراءات لمواكبة القطاع في توسعه الدولي. وذكر، في هذا السياق، بمشاركة شركات الأدوية المغربية سنويا في المعارض المهنية الدولية المتخصصة، لاسيما معرض "فارماغورا" بباريس، والمنتدى الدوائي الأفريقي، وهو معرض متنقل ينظم كل سنة بإحدى العواصم الأفريقية. وأعلن، من جهة أخرى، أن شركات الأدوية المغربية ستشارك خلال الأشهر المقبلة في المعرض العربي للصحة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، الذي يعتبر واحدا من أهم التظاهرات في هذا المجال على المستوى العالمي. وتصدر صناعة الأدوية المغربية منتوجاتها إلى أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء وآسيا. وتشكل هذه الصادرات نحو 10 بالمائة من منتوجها. علما أنها لا تشغل طاقاتها الإنتاجية بشكل كامل، أما مهاراتها التجارية فمعترف بها، كما هو الشأن بالنسبة للمنتوج الصيدلاني المغربي. وبحسب أحدث الأرقام، فإن المغرب كان يتوفر إلى غاية متم 2014 على 33 مختبرا للأدوية، أما رقم معاملات الصناعات الدوائية الوطنية السنوي فانتقل من 3,8 مليار درهم سنة 1998 إلى 8,7 مليار درهم سنة 2014 . وهي توفر حاليا 40 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ولتعزيز توجه هذا القطاع نحو التصدير، وضعت السلطات العمومية بتشاور مع المهنيين برنامجا يرتكز على عدة محاور، خاصة تثمين البحث وتطوير التجارب السريرية، ومواكبة شركات الأدوية، لاسيما في عملية التصديق، وتقوية قدراتها الإنتاجية والتصديرية. ويقام هذا المعرض، الذي يعد الحدث الدولي الأهم في مجال صناعة الأدوية، على مساحة 150 ألف متر مربع، ويعرف مشاركة أزيد من 2500 عارض من 153 بلدا، من بينها الصين والولايات المتحدةالأمريكية والبرازيل وكندا وألمانيا والهند وتونس وتركيا وماليزيا. وتسعى هذه التظاهرة، التي تتوزع إلى تسع مناطق مختلفة مخصصة لمختلف القطاعات الصيدلانية، إلى أن تشكل فضاء للقاء والتواصل بين مختلف الشركات العاملة في هذا المجال، ومناسبة لعرض آخر الابتكارات في هذا القطاع . كما يعد المعرض الدولي للمنتوجات والحلول الصيدلانية، الذي يقام سنويا منذ 1990 بمختلف بلدان العالم، أكبر تجمع سنوي للمجتمع الصيدلاني، ويقدم للمتخصصين والمهتمين في هذا القطاع أرضية دولية لإقامة شراكات وتبادل الخبرات. ويشكل هذا الحدث السنوي، كذلك، مناسبة للاطلاع على آخر التطورات والابتكارات في مجال الصناعات الدوائية العالمية في ما له صلة بالمكونات الصيدلانية والمنتجات النهائية والآلات الدقيقة والتقنيات المستخدمة في العلاج، إضافة إلى المناولة في هذا القطاع. يشار إلى أن الدورة ال 25 من المعرض الدولي للمنتوجات والحلول الصيدلانية كانت قد انعقدت ما بين سابع وتاسع أكتوبر 2014 بالعاصمة الفرنسية باريس بمشاركة المغرب.