توفي مساء اليوم الخميس، عن عمر يناهز 99 سنة المجاهد محمد العيساوي المسطاسي، آخَر من كان قد بقي على قيد الحياة. وحسب شهادة سابقة للمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في تصريح سابق لوكالة المغرب العربي للأنباء، فإن المرحوم العيساوي المسطاطي الذي عرف السجون والمنافي في سبيل استقلال البلاد، يعد من خيرة الوطنيين الذين تعتز بهم المقاومة والحركة الوطنية، خلال مسيرة الكفاح الوطني الذي كان أحد رجالاته البارزين، مشيرا إلى الدور الأساسي الذي لعبه عدد من الوطنيين لاسيما من أبناء مدينة مكناس في توقيع وتوزيع وثيقة المطالبة بالاستقلال عبر مختلف مدن المملكة لحظة تقديمها إلى السلطان محمد الخامس. وكان المجاهد المسطاطي قد حكى عن علاقته بوثيقة المطالبة بالاستقلال: "ذهبت إلى مدينة فاس لجلب نسخة من هذه الوثيقة ولما عدت بها إلى مكناس تم تكليف بعض الوطنيين بنسخ أعداد كثيرة منها بالمدرسة الفيلالية قصد توزيعها على مختلف مدن المملكة لحظة تقديمها إلى السلطان محمد الخامس في 11 يناير 1944 الذي كان تاريخا عظيما ومشهودا"، مضيفا أن الفرنسيين لم يعلموا بأمر هذه الوثيقة إلا عندما قدمها السلطان إلى مستشار الاقامة العامة الفرنسية الذي كان يزور مقر الاقامة كل يوم خميس". ويعد المناضل المسطاسي، الذي ترعرع وسط أسرة محافظة شغوفة بالعلم، واحدا من طلائع الوطنيين ال66 الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال وأحد أصغر الوطنيين السبعة من أبناء مدينة مكناس الذين وقعوا على هذه الوثيقة ويتعلق الأمر بالمرحوم أحمد بن عبد السلام بن عبد الله بنشقرون ( 1900 – 1970)، والمرحوم الفقيه بن علال غازي (1901 1972)، والمرحوم محمد بن عبد الوهاب بنعزو ( 1909-2002)، والمرحوم أحمد بن إدريس بن بوشتى (1909-1973) ، والمرحوم إدريس المحمدي (1912-1969)، والمرحوم عمر محمد بنشمسي (1917-2001). وانخرط سنة 1934 في العمل الوطني وانضم سنة 1937 إلى فرع الحزب الوطني بمكناس، كما شارك في أحداث بوفكران سنة 1937 وكان أحد أعضاء لجنتها وكان من المؤسسين للكشفية الحسنية في بداية الأربعينات. وقد نفي سنة 1952 إلى الرباط بسبب نشاطه السياسي كما تم سجنه بسجون مختلفة بالمغرب منها بويزكارن وكلميم وقلعة مكونة وأغبالو نكردوس وقد أفرج عنه في يوليوز 1955.