عوض أن تضطلع المنظمات ومراكز الأبحاث المتناسلة كالفطر، والقائمين عليها الذين أصبحوا مادة دسمة للضحك والغثيان، في آن، أقدم محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، على "تحسريفة" سخيفة وبلدية، لم يعد الملك ولا الدولة، محتاجين إلى مثلها، قدر احتياجهما لفاعلين مدنيين ومراكز أبحاث يقومون بمهامهم، ولا يمتهنون التطبيل والتبرير. فعوض أن ينكب محمد بودن ومركزه على تحليل أسباب انحدار الآداء السياسي والحكماتي، الذي دفع الملك إلى التدخل بنفسه لإيقاف النزيف، وعوض أن يقترح بودن ومركز تحليله مخارج للوضع البئيس الذي نعيشه، هرول داعيا إلى إطلاق "مبادرة تقديم رسالة تهنئة جماعية لجلالة الملك محمد السادس، موضوعها: عرفان وشكر على قرار 24 اكتوبر 2017 المكين". الشاب بودن، وعوض أن يختط لنفسه ومركزه توجها علميا نقديا، تقهقر للخلف باحثا في أساليب التملق البائدة للوصول السهل، ناسيا أن الملك محمد السادس، عندما جاء "حسرافة" العهد القديم ليتمسحوا فيه بقصائد المدح، أجابهم: "امدحوا رسول الله الذي هو أولى بالمدح مني أنا" كما حكى ذلك الأستاذ بالمعهد المولوي، الفقيه محمد بينبين". الشاب بودن بما يجهل أن عددا من الوزراء والمسؤولين المعفيين والمغضوب عليهم، كانوا يذكرون عبارة "تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك" أكثر مما يذكرون الله، لكن عندما يختلون بأنفسهم ومكاتبهم يتقاعسون عن العمل ويفعلون عكس ما يصرحون به.