يبدو أن مباراة إياب دور نصف نهائي عصبة الأبطال الافريقية، التي ستجمع يوم السبت المقبل، بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء بين فريق الوداد الرياضي البيضاوي، و ضيفه نادي اتحاد العاصمة الجزائري، ستجرى على صفيح ساخن باعتبارها (ديربي) مغاربي خالص يجمع بين فريقين لهما باع طويل على الصعيد المغاربي و الافريقي، و سجل حافل بالبطولات، إلا أن الغلبة في هذا اللقاء الحاسم تميل كفتها للفريق البيضاوي المستفيد من عاملي الميدان و الجمهور. فبعد أن عاد بتعادل ثمين من قلب ملعب 5 يوليوز 1962 بالعاصمة الجزائرية، سيعانق فريق الوداد مجددا معقله التاريخي بمركب محمد الخامس، الملقب ب"ملعب الرعب"، مؤازرا كالعادة بجمهوره المتيم في حبه، والمعبئ مند مدة لتقديم جميع اشكال الدعم من تيفوهات و أغاني حماسية، حتى ينتزع (وداد الامة) تذكرة العبور الى نهائي عصبة الابطال الافريقية. و يشكل امتياز اللعب في الميدان وعلى الأرضية المعشوشبة الجميلة لمركب محمد الخامس، و كذا المؤازرة الجماهيرية الكبيرة التي سيحظى بها أشبال المدرب حسين عموتة، علاوة على العزيمة الاكيدة للاعبين، الذين يمنون النفس ببلوغ الدور النهائي لهذه المنافسة القارية ورد الاعتبار بعد إقصاءهم في النسخة الماضية خلال نفس دور نصف النهائي أمام نادي الزمالك المصري، عوامل من بين أخرى من شأنها تحفيز فريق القلعة الحمراء على المضي قدما نحو المباراة النهائية وإحراز لقب غاب عن خزائن النادي منذ سنة 1992. و ينتظر أن تشهد المباراة ، تدفقا جماهيرا استثنائيا من داخل البيضاء وخارجها، بالنظر للإقبال الكبير الذي تشهده حاليا شبابيك بيع تذاكر، إذ من المنتظر أن يجرى اللقاء بشبابيك مغلقة و بتعداد جماهيري قد يفوق 50 الف متفرج، وهو معطى سيجعل مركب محمد الخامس يعيش مجددا على إيقاع نفس الأجواء التي شهدها مؤخرا خلال احتضانه مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الغابوني برسم الاقصائيات المؤهلة لكاس العالم 2018 في روسيا. و استعدادا لهذه المباراة المصيرية دخل فريق الوداد البيضاوي في معسكر تدريبي مغلق بالملحق الرياضي لمجمع الامير مولاي عبد الله بالرباط، بعيدا عن مركب بن جلون بالبيضاء، لتجنب الضغط الذي قد يمارس من قبل المحبين، و التركيز بصورة جيدة و نسيان طعم الاقصاء من تصفيات كأس العرش على يد النهضة البركانية بحر الاسبوع الماضي. و في تصريحات للصحافة، أكد عموتة أنه فضل الاعداد بالرباط لإبعاد العناصر الودادية عن ضغط المباراة، مبديا تفاؤله بنتيجة المباراة، وثقته في لاعبيه الواعين بمسؤولية الدفاع عن حظوظ فريقهم في التأهل للنهائي "الحلم"، وبالتالي إرضاء الجماهير الودادية خاصة والمغربية عامة. كما أبدى الحسين عموتة ارتياحه لأجواء التي مرت فيها استعدادات الفريق، مضيفا أن اللاعبين يتابعون التداريب بعزيمة قوية للمضي قدما نحو تحقيق الفوز، مطالبا في الوقت ذاته الجماهير المغربية و البيضاوية على وجه الخصوص بأن تكون في الموعد وتحيط الفريق بمؤازرة لا مشروطة و تدفعه لتخطي عقبة اتحاد العاصمة الجزائري . و شدد على أن فريق الوداد الرياضي، الذي سيكون مكتمل الصفوف، سيقدم مقابلة رجولية و قتالية لبلوغ الهدف المنشود، داعيا الى الانتباه إلى بعض الجزئيات التي يمكن أن تقود الفريق للدور النهائي. من جهته، أكد صلاح الدين السعيدي ،لاعب وسط ميدان فريق الوداد البيضاوي، أن نتيجة الذهاب في الجزائر العاصمة تبقى "ملغومة" ومفتوحة على جميع الإحتمالات". وأشار السعيدي، إلى أن الطاقم التقني للفريق بقيادة المدرب الحسين عموتة، نبه اللاعبين إلى أن يكونوا أكثر تركيزا في هذه المباراة المصرية ، التي تحسم بجزئيات بسيطة، مشددا في هذا السياق على ضرورة تجنب "سيناريو" مواجهة الزمالك في النسخة الماضية عن نفس الدور، والتي عرفت خروج رفاق النقاش بالرغم من المباراة البطولية التي وقعوا عليها خلال مرحلة الاياب. بدوره ،اعترف زهير العروبي، حارس مرمى الوداد البيضاوي، بصعوبة مباراة اتحاد العاصمة الجزائري، السبت المقبل، مبرزا أن " المواجهة ستكون صعبة على الفريقين، لكننا مطالبون بالتعامل معها بحيطة وحذر كبيرين ". و استطرد قائلا "المباراة ستتحكم فيها جزئيات بسيطة، لذلك يجب أن يكون تركيزنا عاليا على المستوى الذهني "، ملتمسا من الجمهور الودادي ألا يتوقف عن التشجيع ، خاصة في الفترات الصعبة من المباراة، "لأننا سنكون بحاجه لمساندته، مثلما عودنا في المباريات السابقة ". من جهته، أعلن فريق اتحاد الجزائر عبر موقعه الرسمي أن الفريق دخل في تجمع مغلق، بالجزائر العاصمة، في انتظار التوجه مباشرة الى مدينة الدارالبيضاء التي من المنتظر أن يحط بها الرحال اليوم الخميس منقوصا من مهاجمه أسامة درفلو، الذي يعاني من إصابة ستبعده عن الملاعب لمدة أسبوع، وهو ما سيؤثر سلبا على الفعالية الهجومية للفريق الجزائري. و في تصريح صحفي لم يخف محمد بن يحيى، لاعب فريق اتحاد العاصمة، الصعوبة التي تكتسيها مبارة الاياب في الدارالبيضاء، مؤكدا أن الفريق الجزائري "لايخشى الجماهير في مواجهة الوداد على أرضية ملعب محمد الخامس "على حد قوله. وأشار لاعب فريق "أولاد البهجة"، إلى أن اللاعبين تعودوا على أجواء مماثلة خاصة في المباريات الكبرى، كمواجهة "الديربي" أمام مولودية الجزائر، التي تشهد حضورا جماهيريا كبيرا وهتافات تتواصل طيلة أطوار اللقاء، الأمر الذي سيجعل جانب ضغط أنصار الوداد أمرا مستبعدا وطبيعيا بالنسبة للإتحاد" على حد تعبيره. وفي قراءتهم لهذه المباراة، يجمع المحللون الرياضيون على أن الصحوة التي تشهدها كرة القدم المغربية في الآونة الاخيرة سواء على مستوى منتخب الكبار الذي يوقع على أداء رائع و لايفصله عن التأهل الى نهائيات مونديال روسيا سوى نقطة واحدة، و كذا مع بلوغ فريق الفتح الرباطي الدور النصف النهائي لكأس (الكاف)، سيكون لها الاثر الايجابي على نفسية لاعبي الوداد للبصم على مباراة تاريخية تربط حاضر نادي الوداد البيضاوي بماضيه التليد الغني بالألقاب و البطولات على الصعيدين الوطني و القاري. و كانت الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم قد عينت في وقت سابق طاقما تحكيما من السينغال لادارة هذه المباراة، يقوده الحكم الدولي ملانغ ديديو بمساعدة مواطنيه الحادجي ماليك و دجبريل كامرا.