في الحوار الذي أجراه موقع "الأول" مع عبد الإله بنكيران، وصف رئيس الحكومة السابق، إلياس لعماري برجل المتاهة، وقال إن العماري يُدخل محدّثه إلى متاهة (نطقها بالفرنسية labyrinthe) لا يخرج منها المستمع بأي فهم أو استيعاب للموضوع/ المواضيع التي ناقشها مع إلياس. كما أن أغلب قياديي حزب الأصالة والمعاصرة أصبحوا يطلقون على أمينهم العام لقب "المسيح" في إشارة إلى عدم توقفه عن الحديث عن أنه يتلقى اتصالات وتوجيهات من "الفوق" وعندما يسألونه إن كان يقصد الهمة يجيب: أعلى. آخر هذه المتاهات التي أصبح إلياس يدخل قارئه فيها، منذ أن اكتشف الفايسبوك، وأساسا منذ انطلاق حراك الريف، هي تأليفه قصة عن لقائه رفقة صديق له، صدفة، بالفيلسوف الفرنسي، برنار هنري ليفي، في أحد أحياء طنجة، (لم يخبرنا إلياس أن ليفي يملك إقامة في طنجة). القصة يلعب فيها إلياس وصديقه دور البطل الرومانسي الذي يمشي على قدميه ويلتقي فيلسوفا ويطلب منه صورة فيرفض هذا الأخير بنرفزة، فيغضب البطل ويقرر الحفر في شرور الفيلسوف "غراب الحروب" الذي يشعل كالتنين حروبه في كل البلدان التي يحل بها… حتى لا نفسد عليكم التشويق، ها هي قصة إلياس المتواضع وبرنار هنري ليفي المتعجرف، وهي قصة الغاية منها هو إدخال الرأي العام المغربي ولما لا الدولي في متاهة، وتخويفه من أن حراك الريف مثله مثل ما حدث في ليبيا وسوريا والعراق، فهو مؤامرة إمبريالية نظّر لها الشرير برنار هنري ليفي، ولذلك يرفض الملاك إلياس العماري المشاركة فيها. وهذه تدوينة إلياس لعماري: كنت أسير رفقة صديق لي هذا اليوم في أحد الأحياء المعروفة في طنجة، وإذا بعيني تقع على وجه شخص أعرفه من خلال وسائل الاعلام. سألت صديقي: أليس هذا الشخص هو برنار هنري ليفي؟ أجابني : نعم هو بالذات. توجه صديقي نحوه ملتمسا منه أن يسمح له بأخذ صورة تذكارية إلى جانبه، وبنرفزة اعتذر له رافضا التصوير. ترى ما الذي جاء من أجله برنار هنري ليفي إلى طنجة في هذا الوقت بالذات؟ فالمعروف عن الشخص أنه يمضي عطله في الدول المتوترة مثل ليبيا وسوريا والعراق والأراضي المحتلة. المثير أن برنار هنري ليفي يوصف ب "غراب الحروب " لكون الموت والدمار والخراب يحل أينما حل وارتحل، وجمع مذكراته عن الحرب في ليبيا في كتاب سماه "الحرب دون أن نحبها". واشتهر بتمهيد الأجواء الفكرية والمخابراتية لإشعال الفتن والنزاعات المسلحة، حيث برز نجمه في الآفاق فيما سمي بثورات الربيع العربي… وهو الذي سار على نهج فوكوياما ليكتب سنة 2002 عن الحرب والشر ونهاية التاريخ… فماذا يفعل بيننا برنار هنري ليفي؟ أتساءل معكم لا لكي أردد أسطوانة المؤامرة الصهيونية، ولكن فقط لأنبه أبناء بلدي إلى هذا "الفيلسوف" صاحب المواقف المتعددة في الزمن والمكان الواحد.