قال محمد اليعقوبي والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، "المطلوب اليوم، أن ينخرط الجميع (ساكنة ومنتخبين ومصالح خارجية ) للنهوض بهذه الوجهة، بدل التشهير بها كما فعلت مجموعة من الأشخاص (في إشارة إلى متزعمي المظاهرات)، الذين يبقى النهوض بالتشغيل في الحسمية آخر ما يشغل بالهم". وأضاف اليعقوبي أن حوالي 25 مليار درهم تم استثمارها في غضون 12 سنة في إطار مختلف البرامج التنموية التي أطلقت على مستوى إقليمالحسيمة ، واصفا الجهود المبذولة من طرف الدولة لتعزيز جاذبية الإقليم وتحسين الظروف المعيشية للساكنة ب "الجبارة". وأوضح اليعقوبي، في حديث صحفي، أنه فضلا عن برنامج التنمية المجالية لإقليمالحسيمة (2015 – 2019) الذي يحمل إسم " الحسيمة، منارة المتوسط" ، توجد عدة برامج أخرى قيد الإنجاز ، ومنها البرنامج المتعلق بتقليص الفوارق الترابية الذي رصد له غلاف مالي يناهز ملياري درهم . وسجل أن هذين البرنامجين رصد لهما معا حوالي 9 ملايير درهم ، وهو مبلغ " كبير بالنظر إلى المدة الزمنية المحدودة ". وتطرق الوالي بالمناسبة للمشاريع التنموية السوسيو – اقتصادية، والتربوية، والرياضية، والسياحية، وتلك المتعلقة بالبنيات التحتية، التي أطلقها الملك محمد السادس بالمدينة . فبخصوص القطاع الصحي، أشار الوالي إلى أنه بالإضافة إلى خمسة مراكز توجد قيد التشييد، و24 أخرى تعرف أشغال إعادة التهيئة، فإن مدينة الحسيمة ستتوفر في القريب العاجل على مركز استشفائي إقليمي كبير (250 مليون درهم)، الذي أطلقت أشغال إنجازه. وتابع أن مستشفى كبيرا سيفتتح أبوابه نهاية السنة الجارية بإمزورن، مما سيعزز البنيات التحتية الصحية بالإقليم. وفي قطاع التربية والتكوين، سجل الوالي أن ثلاث مؤسسات للتكوين المهني ستبدأ في العمل هذه السنة ببني بوعياش وإساكن وتارجيست، والتي تأتي لتنضاف إلى مؤسسات أخرى قيد العمل ، بعدد من المدارس المتخصصة وكلية العلوم والتقنيات بالحسيمة. كما أن ما لا يقل عن 600 حجرة من حجرات البناء المفكك سيتم تعويضها ، فضلا عن عمليات إصلاح وتهيئة العديد من المدارس والداخليات. ولسد العجز الحاصل في الموارد المائية، قال الوالي إنه سيتم إنجاز سد (3ر1 مليار درهم) خارج البرنامجين سالفي الذكر، والذي سيستغل في التزويد بالماء الصالح للشرب وفي الري. كما سيتم في هذا الصدد، إطلاق محطة لتحلية مياه البحر الشهر المقبل. وفي المجال الفلاحي، أبرز الوالي أهمية المشاريع الفلاحية المندرجة في إطار برنامج "الحسيمة ، منارة المتوسط"، مشيرا على الخصوص إلى غرس 12 ألف هكتار من الأشجار المثمرة، بالنظر إلى النجاح الكبير الذي حققته هذه السلسة على مستوى الإقليم. وللنهوض بالقطاع الرياضي بالمنطقة، تحدث الوالي عن عدة مشاريع منها المدينة الرياضية المبرمجة في آيت قمرة، والملعب الكبير بالحسيمة، والمسبح الأولمبي، وقاعات مغطاة، فضلا عن أزيد من 30 ملعبا للقرب، 15 منها قيد الإنجاز. وأشار الوالي من جهة أخرى إلى انتهاء برنامج تأهيل مدينة الحسيمة ومراكز تارجيست وبني بوعياش وأجدير وإمزورن (ماء ، كهرباء، طرق وتطهير)، مضيفا أن خمسة عشرة مركزا قرويا صاعدا آخر ستحظى بجهود مماثلة في مجال التأهيل . كما تحدث عن كون مشاريع تتعلق بمكافحة الفيضانات وبناء مطرح عمومي ومسالك وبنيات تحتية طرقية مهيكلة، توجد في مرحلة الإنجاز أو الإطلاق، مشيرا في هذا الصدد للطريق التي ستربط تارجيست بكالا يريس، والتي ستسهل الولوج المباشر للطريق المتوسطية لجزء كبير من الساكنة. وفي ما يتعلق بالنهوض بالإستثمار والتشغيل، سجل اليعقوبي أن جهودا جبارة بذلت بالحسيمة منذ سنوات، في ظل الاهتمام الذي يوليه الملك لجعل المنطقة جذابة. وأوضح أن عدة مبادرات أطلقتها السلطات العمومية لجعل هذه المدينة جذابة وتنافسية، منها على الخصوص تلك المتعلقة ببناء فنادق وطريق متوسطي ، وتوسعة الميناء والمطار، وبناء ميناء ترفيهي ، ومحطة بحرية، والمنطقة الصناعية بأيت قمرة، فضلا عن مواقع للسياحة والإيواء (باديس ، سواني ، سيدي عابد). وأشار إلى أن إستثمارات السلطات العمومية تندرج في إطار إستراتيجية مندمجة تهدف في المقام الأول إلى جعل مدينة الحسيمة قاطرة حقيقية لكل المنطقة ، مبرزا القيمة المضافة العليا التي يمثلها ميناء "الناظور غرب المتوسط" بالنسبة للإقليم في مجال التشغيل. وخلص الوالي إلى أن مدينة الحسيمة التي تتطلع إلى مستقبل واعد، هي في حاجة، على غرار باقي مناطق المغرب، إلى تكثيف جهود التسويق لجذب مزيد من الإستثمارات.