يبدو أن شهر العسل بين حزب الاستقلال والعدالة والتنمية، سيتهي نهاية سيئة، خصوصا بعد التداعيات والمخاضات التي عرفها الحزبان معا، عقب انتخابات 7 أكتوبر، وبعد عدم تمكن البيجيدي من الحفاظ على الاستقلال كحليف حكومي. فقد هاجم رفيق بلقرشي، القيادي بحزب الاستقلال، بقوة، جواد غسال، المستشار السابق لمصطفى الرميد، عندنا كان وزيرا للعدل والحريات، على تدوينة نشرها غسال عن الوضع الداخلي الحالي لحزب الاستقلال. وجاء رد بلقرشي، عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، قاسيا. وها هو كما نشره في تدوينة على الفايسبوك: السيد جواد غسال، أردت أن أتفاعل معك فيما يشبه الرسالة التي وجهتها لنزار بركة، والذي حاولت عبثا عبرها أن تصدر لقب ابن عرفة الذي حازه زعيمك العثماني عن جدارة واستحقاق ودخل به التاريخ الحديث، والصاقه بنزار بركة، في محاولة بئيسة للالتفاف حول النقاش الحقيقي الذي يدور هذه الأيام حول حزب العدالة والتنمية و الذي أصبح مثيرا للشفقة لكونكم قبلتم وانتم صاغرون المذلة والمهانة من أجل كراسي وثيرة ولو على حساب اختيارات الشعب الذي تنكرتم له وأدرتم له ظهركم ، وانبطحتم للسلطة وقبلتم في النهاية بدور ابن عرفة. والآن تريدون أن تأكلوا الثوم بفم الأمين العام، وتساندونه للاستمرار في أمانة الاستقلال و تدفعون به للقيام بحرب بالوكالة نيابة عنكم، لأنكم أصبحتم "صما بكما عميا". لقد ارتكبتم خطأ كبيرا إذ حشرتم أنفكم في المطبخ الداخلي لحزب عريق، وأهنتم المناضلين الشرفاء واتهمتهم بتلقي أموال لقاء التصويت على تعديل الفصلين 91 و54 للحزب، وهذا لعمري هو قمة الوقاحة، والدسارة والتطاول على حزب الاستقلال. نحن الاستقلاليون لا نباع ولا نشترى، وهامات واقفة في زمن الانبطاح والهرولة. فالفصلان المذكوران اتفقت اللجنة التنفيذية بالإجماع على تعدليها، لأننا نؤمن بالديمقراطية والحرية ولم نجعلهما يوما شعارا للركوب على ظهر الشعب، والديمقراطية هي فسح المجال أمام التعددية وحرية الراي والتعبير، بدون أي إقصاء أو تهميش أو تصفية. لذلك، أريد أن أطمئنك أننا سنذهب للمؤتمر العام ولنا أكثر من مرشح للأمانة العامة وليس مرشحا وحيدا كما تدافعون عن ذلك، وسيكون مؤتمرنا الاستثنائي يوم 29 ابريل عرسا ديمقراطيا بامتياز . أما سلسلة الخيبات التي تتحدوثون عنها في مقالكم، فإنني أنصحك بتوجيهها للأمانة العامة للعدالة والتنمية، وعلى من تآمر على الديمقراطية، وعلى من باع حزب الاستقلال بأرخص الأثمان وتخلى عنه تحت ذريعة موريتانيا، وعلى من سهر على تنصيب الحبيب المالكي رئيسا لمجلس النواب، وعلى من قبل بالاتحاد الاشتراكي للدخول في الحكومة، وعلى من سمح لنفسه أن يكون ذليلا للتحكم وخنوعا له… الى غير ذلك من الأسئلة التي تستحي الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أن تجيب عنها. أما عن نزار بركة فهو فعلا ليس شخصية شعبوية تؤثث معكم المشهد، ولكنه مناضل تربى في حزب الاستقلال وتدرج في مختلف مؤسساته، و تم تلقيحه بلقاح الاستقلال منذ ولادته، وهو إذ يترشح اليوم للأمانة العامة لحزب الاستقلال ليمارسه حقه الديمقراطي أولا ثم استجابة لطلب عدد كبير من الاستقلاليين في مختلف المدن والبوادي . وبالتالي فلا أعرف ما الذي يزعجك انت في هذا؟ فهذا شأن الاستقلاليين، هم من سيختارون أمينهم العام المقبل بكل حرية. حقيقة الدجاجة تبيض والديك يتألم كما يقال في التراث الشعبي.