ترجمة وإعداد: أمل الهواري- علي جوات كشفت أسبوعية " Le canard Libéré " في عددها الصادر أمس الجمعة، عن فضيحة انفجرت في وزارة التجارة والصناعة والاستثمار والإقتصاد التي يقودها الوزير الميلياردير مولاي حفيظ العالمي، والتي وصفتها ب"عملية سرقة من المستوى العالي". وكشفت الأسبوعية وجود "تلاعبات في الرخص التي تمنحها الوزارة، للشركات المتخصصة في مجال التعشير الجمركي والنقل الدولي، وتحويل البضائع، وكيف تستغل شركة عملاقة أجنبية في هذا المجال رخصة اسمية منحت لشركة أخرى، من دون تنفيذ ولو شرط من الشروط التي ألتزمت بها الشركة المعنية بالرخصة، وكيف تحول المساهمون المحليون فيها إلى أغنياء، يحققون نسب أرقام خيالية، وكل ذلك خارج القانون". وأضافت " Le canard Libéré " أن شركة "UPS"، التي تشتغل في مجال البريد السريع، والتي دخلت السوق المغربية عبر ممثلها الذي يدعى شركة فتح الخلود للخدمات السريعة "FKES"، لأزيد من عشرين سنة، قبل ان تتخلى عنها سنة 2015، وتطلب منها تعويضاً مالياً قدر ب7.8 مليون دولار، قبل ان تتحول القضية إلى القضاء، حيث رفعت شركة فتح الخلود دعوة قضائية بلندن، ضد "UPS"، ولتحصل على حكم لصالحها بدعوى أن "UPS" أوقفت العقد المبرم بشكل مفاجئ، وعليه فإنها ملزمة بدفع تعويض مقدر ب11 مليون درهم، لفائدة فتح الخلود. وتزامناً مع إلغائها عقدتها مع شركة فتح الخلود، وبالرغم من ضرورة توفرها على رخصة إسمية لمزاولة نشاطها التجاري بالمغرب، قامت "UPS" بإستغلال رخصة أخرى بإسم شركة تدعى "LANDEXE "، وذلك بعد ان اشترتها، ليتبين أن الهدف المضمر من هذه العملية هو التهرب من الشروط المتعلقة بمنح الرخصة. حيث منحت الرخصة ل" LANDEXE" مشروطة بالقيام بإنجاز برنامج استثماري، ومخطط للتكوين بمبلغ عشرين مليون درهم، مع رفع رأس المال إلى مليار درهم، وتغير الوضعية القانونية للمقاولة، ووعد بالدفع لكل شريك حصة تقدر بخمسين ألف درهما من رأس المال، الشيء الذي لم يحصل بالمرة، حسبما قالت أسبوعية Le canard Libéré ". وفي ظل هذا التلاعب الكبير في الرخص الإدارية الظاهر جلياً، حققت شركة" LANDEXE"، والتي اشترتها "UPS"، رقم معاملات وصل إلى 1.3 مليون أورو، بالرغم من أنها لم تمارس أي نشاط لمدة تسعة أشهر التي تلت حصولها على الرخصة، بل إن تحقيقها لهذا الرقم تم بعملية كان مبلغ انطلاقها هو 100 ألف درهم فقط، مما يدعو إلى الاستغراب، من الغرض الحقيقي من تأسيسها وهل لذلك علاقة بشركة "UPS"؟، وكيف تم إعطاؤها الرخصة، بالرغم أنها لم تحترم الشروط؟. والنقطة المثيرة في الموضوع هو كيف تحول عزيز بنسودة، المتعدد الوظائف، حسب الأسبوعية، والذي يقود شركة " LANDEXE"، إلى جانب كريم لحمامصي، الذي راكمت عائلته ثروة هائلة من مجال التعشير الجمركي، للإستراد والتصدير والمجالات المرتبطة به، إلى أن يصبح (بنسودة) ، على رأس"UPS MAROC"، مما يدعوا إلى طرح سؤال عريض حول علاقته بالعملية ككل مند البداية.