بعد حالة قصيرة من الهدوء بين الخصمين اللذوذين، الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، احتمى وطيس الاتهامات بينهما، وهذه المرة عبر إعلام الحزبين. فبعدما نشرت جريدة "آخر ساعة" خبرا بعنوان "تنسيق سري بين الإخوان المسلمين بحثا عن حلحلة البلوكاج" يقول إن اللقاء الذي كان بين مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المنتهية ولايتها، وراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي، كان بغرض إيجاد حل للبلوكاج الحكومي، وقد عززت الجريدة المقربة من "البام" مادتها الصحفية بتصريحات لفاعلين ربطوا بين اللقاء الذي تم في تونس، وبين الرغبة في إيجاد مخارج لأزمة تشكيل الحكومة. وقد رد عليها موقع "البيجيدي" على "آخر ساعة" بالقول: "سيرا على نهجها في احتراف صناعة الكذب و"الفدلكة" ونشر المغالطات والافتراءات، نسجت بعض المنابر الإعلامية وعلى رأسها جريدة إلياس العماري آخر ساعة"، قصة جديدة من قصصها التي يبدو أنها لا تنتهي، تحت عنوان "تنسيق سري بين الإخوان المسلمين بحثا عن حلحلة البلوكاج"، واستند "الصحفي الجهبذ" في نسج قصته على لقاء سابق كان قد جمع مصطفى الخلفي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بالشيخ راشد الغنوشي الأمين العام لحزب النهضة التونسي، في 07 دجنبر 2016، على إثر مشاركة الخلفي في برنامج لقناة "بي بي سي" بث من تونس". مضيفا أن اللقاء كان علنيا. وتابع موقع "البيجيدي" قائلا: "الأمر الثاني المستغرب في هذه القصة هو محاولة تقويتها بتصريحات تحت الطلب، مبنية على محاكمة النيات وخلط الأوراق ومحاولة تضبيب الرؤية أمام القراء والمتابعين، بخصوص موضوع "البلوكاج الحكومي"، من خلال اعتماد منهج تحليلي مبني على "إسقاط الطائرة في الحديقة". "الأمر الآخر، المستغرب في القصة –يضيف موقع "البيجيدي" هو أن جريدة "البام"، تواصلت مع الخلفي، وأخذت منه تصريحا بخصوص هذا اللقاء، حيث نفى -حسب ذات اليومية- أن تكون للقائه بالغنوشي أي صلة بما ذكر من تأويلات، مؤكدا أن اللقاء كان عاديا وليس له أي طبيعة حركية أو حزبية، بقدر ما يمكن أن يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية، لكن رغم ذلك يصر إعلام البام، على الفدلكة والافتراء من خلال تحاليل صحفية مخدومة على المقاس، مما يدعو إلى التساؤل: ما الذي تُذره جريدة البام في عيون أتباعها ليعموا عن الحقيقة".