تعيش أروقة المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية أجواءً من الترقب والأخذ والرد، مع دخول مرحلة الحسم في اختيار الأمين العام الجديد للحزب. وعلم موقع "الأول" أن كلمة أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم 244، شهدت بروز تيار قوي داخل الحزب أعرب عن معارضته لاستمرار عبد الإله بنكيران على رأس الأمانة العامة. ويتعلق الأمر، وفق المصادر ذاتها، بعدد من أعضاء الأمانة العامة المنتهية ولايتها، والتي رافقت سعد الدين العثماني خلال الفترة ما بين 2017 و2021. وقد رفع هذا التيار شعار "التجديد والتشبيب"، معتبرًا أن المرحلة الحالية تتطلب ضخ دماء جديدة في قيادة الحزب، وداعين بنكيران إلى الاعتذار عن الترشح تفاديًا لإحراجه وإحراج الحزب ككل. في المقابل، برز تيار آخر مدافع عن استمرار بنكيران، تقوده قيادات من أبرزها أمينة ماء العينين وعبد العالي حامي الدين، واللذان شددا على أن فكرة "التجديد" مغرية، لكنها غير مناسبة في الظرفية الراهنة التي تتطلب الاستعداد لاستحقاقات 2026، مؤكدين أن ضيق الوقت لا يسمح بمغامرة تغيير القيادة الآن. ويتنافس على منصب الأمين العام كل من عبد الإله بنكيران، وإدريس الأزمي الإدريسي، وعبد الله بوانو، وذلك بعد انسحاب كل من عبد العزيز العماري وعبد العالي حامي الدين من السباق. ويعتبر هذا المؤتمر محطة مفصلية في تاريخ الحزب الإسلامي، الذي يسعى منذ الهزيمة القاسية في انتخابات 2021 إلى لملمة صفوفه، وإعادة ترتيب بيته الداخلي، تحضيرًا لاستعادة مكانته في المشهد السياسي خلال الاستحقاقات المقبلة.