في أول خروج له بعد اختفاءه منذ يوم الخميس الماضي، كشف الصحفي المعارض الجزائري تفاصيل اختطافه من طرف عصابة إجرامية من أجل نقله من إسبانيا إلى الجزائر، وكيف تدخل الحرس الاسباني في أخر لحظة حيث تمّ انقاذه ب"الصدفة" على حدّ تعبيره. الصحفي هشام عبود، صاحب 69 سنة، المعروف بانتقاده وفضحه للنظام في الجزائر، كان على موعد مع ساعات طويلة من العذاب، والخوف، بعد أن تمّ اختطافه بمدينة برشلونة قادما لها من بروكسيل، بالقرب من إحدى البنايات التي كان ينوي الاقامة بها لأيام قليلة، "لقد كانوا أربعة أشخاص قاموا بجرّي بعنف في الشارع ونزعوا مني هواتفي النقالة والحاسوب وجواز السفر ووثاسق متعلقة بهويتي، وأدخلوني إلى سييارة سوداء اللون، تمّ انطلقت بسرعة"، حسب تعبيره. وقال هشام عبود في حوار مع أنور المالك الناشط المعارض الجزائري على قناته بمنصة "اليوتوب": "لقد رأيت الموت بعيني. عصبوا عينياه وأغلقوا فمي بشريط لاصق وأوثقوا معصماي بشدة ثم أمسكني اثنان من رجلاي وآخران من ذراعاي واقتادوني شبه عار صوب نهر في قرية لابريخا". وتابع ذات المتحدث، "فقدت آنذاك كل أمل في الهرب بعدما تأكدت بأنهم سيقذفون بي داخل يخت لنقلي إلى الجزائر.. فجأة أحسست بحركة غير عادية عندما أطلقني الأربعة فسقطت أرضا، وبسرعة نزعت العصابة عن عيني لأجد أمامي عناصر من الحرس المدني يطمئنونني.. بينما آخرون يتعقبون عناصر العصابة الفارين". عبود اتهم بشكل مباشر حكام الجزائر بالوقوف وراء اختطافه، ومحاولة ترحيله قصراً إلى الجزائر من أجل الانتقام منه، وأكد أن العصابة التي اختطفته كانت تعمل تحت إمرت المسؤولين الجزائريين، بمقابل مادي، مشيراً إلى أن هؤلاء العناصر كانت من مختلف الجنسيات بل إن بينهم فرنسيين من أصول مغربية وسينغالية وجزائرية. وأوضح الصحفي الجزائري المعارض أن الحرس المدني الاسباني تمكن من اعتقال عنصرين من هذه الاعصابة، التي تنشط في تجارة المخدرات والجريمة المنظمة، وأحد هؤلاء اعترف بأنهم كانوا يعتزمون نقل الصحفي إلى الجزائر، وهو ما اعتبره عبود دليل مباشر وواضح لتورط حكام قصر "المرادية" في هذه الجريمة. وأكد الصحفي على أنه "لن يتأخر في مطالبة رئيس الحكومة الإسبانية لإدانة هذا العمل العدائي للنظام الجزائري، الذي لجأ إلى خدمات منظمة إرهابية على الأراضي الإيبيرية لتنظيم اختطاف صحفي سلمي".