(مستشار جماعي وعضو سابق في بالمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة) في الوقت الذي دخل فيه جل أعضاء المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، عقب إعلان النتائج النهائية لاستحقاقات السابع من أكتوبر، غرفة التأمل والانطواء الذاتي، يثير القيادي البامي المصطفى المريزق، الكثير من الجدل ويطرح أسئلة حول حركيته المكثفة وجولاته الماراطونية عبر مختلف ربوع المغرب من دون عياء أو تعب، والتي يُنظر لها داخل الحزب بعين الحذر والترقب من طرف الجميع. ويبدو أن "تشي غيفارا البام"، غير معني بالأزمة السياسية والتنظيمية التي يتخبط فيها حزب الأصالة والمعاصرة، وشرع في تنفيذ استراتيجية خاصة، عنوانها الكبير "قادمون وقادرون"، إذ يجوب المغرب طولاً وعرضاً، ويتواصل مع الجميع عبر حسابه الفيسبوكي، ويكتب تدوينته باستمرار، ويوقع كل أسبوع مقال رأي، كما يواصل إعطاء دروسه الجامعية من دون انقطاع، فهل هي ترجمة للدينامية اليسارية التي تسكنه منذ زمان، والتي تتجلى في كل تجاربه من أيام "طلابيته" وخلال فترة اعتقاله وما بعدها، داخل المغرب وخارجه، أم هي بداية مخطط الانقلاب على رفيقه الحميم إلياس العماري الذي ذاق معه مرارة سنوات الجمر والرصاص تحت سقف واحد؟ تحركات المصطفى المريزق، وهو الذي مازال يحن إلى ماضيه اليساري، رغم أنه يمشي على أرض "التحكم" التي فرخت "البام" وفي فمه ملعقة من ذهب، تطرح فرضيات حول إمكانية لجوءه إلى تأسيس حركته "قادمون وقادرون" كتيار داخل الحزب تستمد مشروعيتها من تاريخه اليساري، وتعميمها في كل جهات المغرب كرد فعل على الواقع التنظيمي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يتخبط في مشاكل سياسية وتنظيمية في مناطق كثيرة منذ استحقاقات السابع من أكتوبر، والشأن كذلك داخل المكتب السياسي للحزب، الذي أضحى بادياً من خلال الصراع الذي دشنه عبد اللطيف وهبي على إلياس العماري خلال آخر اجتماع لقيادة الحزب. كما تطرح تحركات المصطفى المريزق تساؤلات لدى من يتابع خطواته وحتى من يختلفون معه وينتقدوه متسائلين: ماذا يريد المريزق أكثر من المكانة التي وصل إليها؟ هل يريد مغادرة سفينة البام بالهروب إلى الأمام؟ أم يريد تأسيس تيار "قادمون وقادرون" كتيار داخل الحزب يستمد مشروعيته من تاريخه اليساري؟ أم أن علاقته الخاصة بالياس العمري تدفع به للتشبث بالحزب أكثر من أي كان؟ هذه بعض الأسئلة التي نطرحها، والكفيل بالجواب عنها هو المستقبل. اللهم إذا تفضل "تشي غيفارا البام"، بالجواب عن أسئلتنا.