ينزل الفرنسيون إلى الشوارع، اليوم الخميس، للتظاهر خلال اليوم الوطني الثاني عشر للتعبئة ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل. وتأتي هذه التعبئة الجديدة عشية قرار المجلس الدستوري الذي طال انتظاره، والذي يجب أن يبت غدا الجمعة بدستورية الإصلاح الذي يرفع سن التقاعد القانوني من 62 إلى 64 عاما، بينما أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن رغبته في فتح حوار مع النقابات بعد قرار المجلس. ومن جانب المضربين، الذين أغلقوا محرقة النفايات في "إيفري سور سين" (ضواحي باريس) هذا الصباح، أكدت الأمينة العامة الجديدة للكونفيدرالية العامة للشغل (سي جي تي)، صوفي بينيه، أن حركة الاحتجاج لن تتوقف في أي وقت قريب. وقالت في تصريح صحفي "بالتأكيد ليس هذا هو اليوم الأخير للإضراب"، مضيفة أن "شعارنا هو نفسه دائما" وأنه "طالما لم يتم التراجع عن هذا الإصلاح، فإن التعبئة ستستمر بشكل أو بآخر". كما نددت بكون ماكرون "منفصل تماما عن احتياجات الفرنسيين". من جهته، طالب الأمين العام للفيدرالية النقابية الموحدة، بينوا تيست، رئيس الجمهورية بعدم إصدار قانون إصلاح التقاعد قبل اللقاء المقرر مع ائتلاف النقابات. بدوره، وصف نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للنقابات المستقلة، دومينيك كورونا، الإصلاح بأنه "غير عادل" و"عقابي"، مؤكدا أنه "يجب علينا محاربة هذا الإصلاح حتى النهاية"، لأن "البلد ممزق وغاضب". وفي العاصمة باريس، دعا فرع (سي جي تي) في قطاع النفايات والتطهير إلى إضراب جديد متجدد ضد إصلاح نظام التقاعد اعتبارا من اليوم الخميس 13 أبريل، بعد حركة استمرت ثلاثة أسابيع في مارس الماضي وتسببت في إغراق باريس تحت أطنان من النفايات. وهذا الخميس، تم التخطيط لحوالي 270 مسيرة احتجاجية في جميع أنحاء فرنسا، والتي من المفترض أن تحشد ما بين 400 ألف و600 ألف متظاهر، حسب توقعات السلطات، بينما شهد اليوم الأخير من التظاهرات مشاركة 570 ألف شخص، بحسب وزارة الداخلية. التي عبأت 11 ألف و500 من رجال الشرطة والدرك لهذا اليوم لتأطير المواكب الاحتجاجية. وبسبب هذا اليوم الجديد من المظاهرات والإضرابات، من المتوقع حدوث اضطرابات في عدة قطاعات. وفي قطاع النقل، تتوقع شركة السكك الحديدية حركة مرور "مضطربة" مرة أخرى على شبكتها، ولكن أقل مما كانت عليه خلال الأيام الأولى للإضراب. وفي الجو، أشارت المديرية العامة للطيران المدني إلى أنها طلبت من شركات الطيران إلغاء 20 بالمائة من الرحلات المجدولة في مطارات تولوز وبوردو ونانت، مع توقع حدوث اضطرابات وتأخيرات في مطارات باريس. ومن خلال النزول إلى الشوارع مرة أخرى، فإن ائتلاف النقابات، الذي يجمع النقابات الثمانية الرئيسية في البلاد، يعارض بشدة إصلاح نظام التقاعد الذي تبناه البرلمان بعد فشل مقترحين لحجب الثقة من الحكومة، ويعتزم مواصلة ضغطه على الأخيرة التي تريد أن تدخل إصلاحاتها التي تعرضت لانتقادات شديدة حيز التنفيذ قبل نهاية العام الجاري.