أجرى النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، أمس الاثنين بالمنامة، مباحثات مع عدد من المسؤولين البرلمانيين حول سبل تعزيز الحوار البرلماني، وذلك على هامش أشغال الجمعية العامة ال 146 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة من 11 إلى 15 مارس الجاري. وهكذا عقد ميارة سلسلة من المباحثات واللقاءات الثنائية مع رؤساء ووفود البرلمانات الوطنية والاتحادات الجهوية والإقليمية المشاركة، همت سبل تعزيز الحوار البرلماني بين مجلس المستشارين والبرلمانات الوطنية وتقوية حضوره في المحافل البرلمانية الدولية، خدمة للمصالح العليا للمغرب وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة، وإبراز مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وفي هذا الإطار، وتفعيلا لمضامين "إعلان الرباط عاصمة للتعاون جنوب-جنوب" الذي توج فعاليات منتدى الحوار بين مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة والاتحادات البرلمانية الجهوية والإقليمية بإفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكراييب، الذي تم تنظيمه برعاية ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف مجلس المستشارين، خلال شهر مارس 2022، عقد ميارة، رئيس مجلس المستشارين، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، قمة برلمانية عربية – إفريقية – أمريكولاتينية، بمشاركة كل من عادل عبد الرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، و تشيف فورتين تشارومبيرا ، رئيس البرلمان الإفريقي، و سيلفيا جياكوبو، رئيسة برلمان أمريكا اللاتينية. وتم خلال هذا اللقاء دراسة سبل تقوية الحوار والشراكة والتضامن وتوحيد الجهود من أجل مجابهة التحديات متعددة الأبعاد غير المسبوقة والمتغيرات الجيو-استراتيجية التي يواجهها العالم اليوم. وشكل هذا الاجتماع فرصة لاستشراف آفاق التعاون المشترك وللتأكيد على العمل من أجل وضع خارطة طريق وبرنامج عمل مستقبلي للمنتدى يروم ترسيخ التعاون جنوب-جنوب على أسس الحوار والتضامن وتحقيق التنمية المشتركة. كما أجرى ميارة بالمناسبة مباحثات مع رئيسة مجلس الشيوخ ونائبة رئيس جمهورية الأوروغواي، بياتريز أرغيمون، مرفوقة برئيس مجموعة الصداقة خورخي غانديني، تم خلالها استعراض أهم الخطوات التي ميزت مسار العلاقات البرلمانية بين البلدين. وأبرزت أرغيمون خلال هذا اللقاء أهمية تشكيل مجموعة للصداقة مع المملكة المغربية بكونغرس الأوروغواي وما يبرزه انضمام جميع القوى السياسية المشكلة لهذه المجموعة، سواء المعارضة أو المشكلة للتحالف الحكومي، من توافق كبير حول الأهمية الاستراتيجية للعلاقات مع المملكة . وفي نفس السياق، أكد خورخي غانديني، على أهمية تبادل الزيارات البرلمانية بين البلدين، ولاسيما الزيارة التي قام بها رئيس مجلس المستشارين إلى جمهورية الأوروغواي في يونيو من السنة الماضية، إلى جانب الزيارات التي قام بها البرلمانيون الأوروغويانيون إلى المملكة وخاصة الزيارة الأخيرة التي شملت مدينة العيون ، والتي مكنت الوفد البرلماني من التعرف عن كثب على جو الأمن والاستقرار والوقوف على مستوى التنمية التي تعرفها المنطقة في جميع القطاعات، وهي الحقائق التي يعمل الوفد على نقلها لمختلف المسؤولين بالأوروغواي. كما شكل هذا اللقاء مناسبة أكد خلاله ميارة على الترابط الحاصل بين العوامل الاقتصادية والاعتبارات السياسية وأهمية تفاعلاتها في تطوير المواقف الرسمية، مع التأكيد المستمر على التوجيهات السامية للملك محمد السادس ، بضرورة وضوح المواقف فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة . من جهة أخرى ، استقبل رئيس مجلس المستشارين من طرف أحمد بن سلمان المسلم، رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين الشقيقة، حيث شكل اللقاء مناسبة للتنويه بعمق العلاقات القوية التي تجمع بين المملكة المغربية ومملكة البحرين والتي يرعاها كل من الملك محمد السادس والملك حمد بن عيسى آل خليفة. وكان اللقاء أيضا فرصة للتنويه بالأدوار التي تقوم بها المؤسستان التشريعيتان في البلدين، في الدفع بمستوى العلاقات السياسية والأواصر الإنسانية بين الشعبين الشقيقين، وفي استكشاف آفاق جديدة للتعاون وتحقيق شراكة متقدمة. كما عقد رئيس مجلس المستشارين لقاء مع جاكوب مونديلا، رئيس الجمعية الوطنية بجهورية الزيمبابوي، همت سبل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق البرلماني بين البلدين خدمة للمصالح المشتركة. وتشكل أشغال الجمعية العامة ال 146 للاتحاد البرلماني الدولي والدورة ال 211 لمجلسه الحاكم والاجتماعات ذات الصلة، التي تستضيفها العاصمة البحرينية ،المنامة، مناسبة لممثلي البرلمانات الأعضاء للالتقاء والتشاور وتبادل الآراء، وفتح آفاق واسعة للحوار بهدف تعزيز الجهود البرلمانية، في إطار موضوع المناقشة العامة لهذه الدورة المتمثل في "تعزيز التعايش السلمي، والمجتمعات الشاملة للجميع: مكافحة التعصب". وحسب جدول أعمال الجمعية العامة ال 146 للاتحاد، سيتم انتخاب رئيس الدورة الحالية للجمعية، والنظر في طلبات إدراج البنود الطارئة المقدمة من طرف الشُّعب البرلمانية المشاركة، ومناقشة مجموعة من القضايا المحورية من خلال اللجان الدائمة والمتخصصة.