كمال كاظمي أحد أبرز الوجوه الفنية المغربية التي طبعت ذاكرة المشاهدين المغاربة باختلاف أعمارهم ومستوياتهم، تحول إلى أيقونة تسِم العمل الفني التلفزيوني الذي يرتكز على «التراث» بشكل واضح لتمرير خطاب واقعي جديد. تقمص كاظمي شخصية «حديدان» لأزيد منذ أربعة مواسم تلفزيونية، ولم يتسن له إلى حدود اليوم أن يتخلص منها رغم ارتدائه جبة التنوع أخيرا وفي أدوار مختلفة لكنه لم يقنع مثلما أقنع مع فاطمة بوبكدي في سلسلتهما الشهيرة. كمال كاظيمي فتح قلبه لموقع "الأول" في حوار تطرق فيه بتفصيل لعدة نقط تهم مساره الفني ومواقفه من المجال الفني عموما: أجرى الحوار: ربيع بلهواري "الأول": لا يمكن الحديث عن مسار الفنّان كمال دون التوقف عند دورك في سلسلة حديدان حيث شخّصت دور البطل "حديدان" فيها. فماذا أعطاك هدا الدّور؟ كمال كاضيمي: بكلّ صدق وموضوعية فدوري في السلسلة الشهيرة حديدان هو الذي أعطاني شهرة وشعبية كبيرتين٬ فبواسطته أصبح الجمهور يعرف اسمي ويشير إليّ في الشارع، وبفضله أصبحت أتبادل مع هذا الجمهور مشاعر حبّ لا تنبض، هذا إضافة إلى كون دور "حديدّان " زوّدني بديناميكية التشخيص وآليات التقمّص، فأنا مدين جدّا لسلسلة حديدان الرَائعة لأنّها شهرتني جماهيريا وطوّرتني فنّيا. "الأول": في ذات السياق، فسلسلة حديدان استمدت نجاحها من خلال تطرّقها لمواضيع لها علاقة بالتراث المعاصر وقريبة في أبعادها الفنّية من فهم المشاهدين. هل تحبّذ أن تتناول الدراما المغربية هده النوعية من المسلسلات؟ كمال الكاضيمي: أنا مع التنوّع الدرامي والاختلاف الفنّي في جميع تجلياته، فليس لي إلاّ أن أكون مشجّعا لجميع أصناف المسلسلات مهما اختلفت تصوّراتها وتنوّعت مضامينها شريطة أن تكون إبداعية غير مبتذلة٬ فالمشاهد المغربي مشاهد ذوّاق يستوعب المضمون والإيحاء٬ فهو لا يستحق أن يتمّ استفزازه بحوارات مبتذلة أو مشاهد جارحة مجّانية٬ فسلسلة حديدان اكتسبت شعبية كبيرة بفضل احترامها للمشاهد المغربي وتطرّقها كما أسلفت أنت سابقا لمواضيع هادفة وبسيطة أرجعت الفرجة الجماعية إلى البيت المغربي. "الأول": هل تريد القول إن السينما، وعموم الدراما المغربية، تسلك الطريق الصحيح رغم كمّ الانتقادات التي توجه لها؟ كمال الكاضيمي: شخصيا أعتقد أن الأمر لا يمكن تناوله بهذه العمومية.. فالأكيد أن السينما المغربية تتواجد في مرحلة متقدمة باعتبار العنصر التقني والجمالي أما إذا كان الأمر يطال الأفكار والموضوعات في تناولها لبعض القضايا فهذا محطّ نقاش.. ولا يمكن لنا أن نقيم مستوى السينما انطلاقا من اختلاف وجهات النظر، علما أن السينما المغربية قد تكون غارقة في مواضيع بئيسة ورؤى سطحيّة، مع جرعة زائدة من الجنس والكلام النابي. "الأول": بالنظر إلى «حديدان» مقارنة ب«رمانة وبرطال»، هل جاء العمل الأول أقوى من الثاني؟ كمال الكاضيمي: في نظري، ستبقى «الدويبة» الدور الذي لعبته سناء عكرود في ذاكرة الناس زمنا طويلا، نتيجة ما كانت تتمتع به هذه الشخصية الفنية الآسرة من صفات الفرح والمرح وخفة الدم، مما جعلها تستوطن قلوب المشاهدين. يبقى أن الإطار العام للحكاية كان يندرج في إطار «فنطاستيكي» يحيل على الأسطورة، وفق سيناريو محكم. والفرق بين «رمانة وبرطال» و«حديدان» أن الثاني استثمر الحكاية والأسطورة في انفتاح تام على الواقع والمعاش المغربي. "الأول": أين تجد نفسك أكثر، في الدراما التلفزيونية أم على خشبة المسرح؟ كمال كاضيمي: على خشبة المسرح بدون تردد، ولو كان المسرح يضمن العيش على مدار السنة، لما فكرت في العمل في الدراما التلفزية، لأنني أجد نفسي أكثر في المسرح، هذا لا يعني أنني أنقص من قيمة الدارما التلفزية، فأنا أودّ تحقيق طموحاتي فيها كذلك.