قرر الشيعي المغربي عبدو الشكراني رئيس جمعية "رساليون تقدميون" المعتقل بسجن عين قادوس بفاس، خوض إضراب عن الطعام احتجاجا على "الحصار المضروب عليَّ داخل أسوار السجن الباردة، محروما من أبسط حقوقي التعبدية كما استنكر حالة التضييق الممنهج على أعضاء جمعية الرساليون التقدميون، الضغوطات الممارسة عليهم لتقديم استقالاتهم"، يقول ويضيف: وكذا احتجاجا على "الاستفزازات والترهيب والإهانة التي تتعرض لها عائلتي أثناء توجهها لقضاء مصالحها الشخصية ببعض الإدارات المخزية. وهذا بيان الشكراني: لم يكن يخطر على بالي وأنا المشتغل منذ سنين خلت على ملف الحق في الاعتقاد، وحرية المعتقد والضمير، وحرية الإنسان في اختياراته الشخصية، أنه سيأتي يوم أعاني شخصيا من خرق فاضح وواضح وأرعن، وذلك بمنع كتبي وحجزها، حجزا تعسفيا لا يليق بدولة تملؤ الدنيا زعيقا في مجال حقوق الإنسان. ولم يكن يخطر ببالي أن كتب رابع الخلفاء الراشدين وباب مدينة العلم الإمام علي عليه السلام، ممنوعة في المغرب، وأن الأدعية والمناجاة العرفانية والصوفية، والأمداح العلوية، والابتهالات الروحية، كذلك ممنوعة في المغرب، و أن مجرد الإشارة إلى "آل البيت" في كتاب ولو كان تافها سيؤدي إلى منعه وحجزه ومصادرته. إنه فعلا زمن النكوص والتراجع عن كل الاتفاقيات الأممية المتعلقة بحرية المعتقد و الضمير، وهو زمن تفعيل مفهوم الاستئصال والحصار والتضييق على فئة من المواطنين أبت إلا أن تشتغل في الخطوط الأمامية، وعلى أبواب الحواجز الحمراء المنتصبة أمام الشعوب الإسلامية المغلوبة على أمرها والممنوعة من حرية الفكر والنقد ومراجعة التراث البدوي الذي زور التاريخ والدين معا، لفائدة أبناء الطلقاء والانقلابيين والمرتزقة ورجال الكهنوت المستفيدين من تقديس النص "وهو المكتوب بأيديهم". في أفق خلق حاضنة اجتماعية ترعى الإرهاب وتدعم الإرهابيين، وعليه فإنني استنكر هذا المنع التعسفي الجائر واللاقانوني، وهذا الحصار المضروب عليَّ داخل أسوار السجن الباردة، محروما من أبسط حقوقي التعبدية كما استنكر حالة التضييق الممنهج على أعضاء جمعية الرساليون التقدميون، والضغوطات الممارسة عليهم لتقديم استقالاتهم، وبالتالي الانفراد بالخط الرسالي العصي على الترويض، وأطالب كافة الجمعيات الحقوقية وطنيا ودوليا لجعل سنة 2016 سنة للدفاع عن حرية المعتقد الضمير، ومحاصرة فلول العدمية بشقيها المخزني والوهابي، ومواجهة الإرهاب الفكري والديني المغلف بطابع القداسة وهو الذي يفتقد للشرعية التاريخية والدينية والمذهبية، ويفتقد حتما للقداسة والقدسية. وأطالب، بحماية عائلتي الصغيرة من الاستفزازات والترهيب والإهانة التي تتعرض لها أثناء توجهها لقضاء مصالحها الشخصية ببعض الإدارات المخزية. وأعلمكم أني سأدخل في إضراب عن الطعام ابتداءاً من هذا الأسبوع. وإن غدا لناظره قريب.